بقلم: لبات الصالح
ان ما يسود في العالم الان لا يبدو ان النظام هو سمته، بل الاضطراب و الفوضى هي مرادفاته في الوقت الحالي، العالم في حيرة من امره لأختيار ولي امره . كل القوة العالمية تتسارع لأجاد موطيء قدم لها لتحصن مصالحها و تقوي نفوذها.
يبدو ان سيناريو حرب عالمية ثالثة لم يكن هو الانجع هذه المرة لأفراز لنا الزعيم الجديد، اتت الاخبار و على شاكلة المسلسل التركي الذائع الصيت "وادي الذئاب"، فتى في مقتبل العمر يقوم بعملية تصفية جسدية للسفير الروسي بتركيا (اندريه كارلوف)؛ و بكل دم بارد؛و هو 'مولود ألتنطاش' (22 سنة) و ما هي الا ساعات حتى اتى النبأ الثاني إرهابي يسطو على شاحنة نقل بضائع و يقتال سائقها و يقوم بعملية دهس للمارة في سوق في ألمانيا، و هوالتونسي 'انيس عمري' (22 سنة) شاب في عمر الزهور، هناك بعض التفاصيل في الحادثتين ما إن توقفنا عندها ستتكشف بعض معالم الصورة.
كان فلاديمير بوتين على موعد مع سهرة مسرحية ستعرض فيها رواية كلاسيكية عنوانها "ويلُ من خفة الدم" لكاتبها الدبلوماسي الروسي اليكسندر غريبويدوف، الذي اغتالته الجماهير، هو و حرسه في طهران عام 1829؛ كان غريبويدوف المخطط لأتفاق الروس و الفرس بعد الحرب الفارسية-الروسية من 1826 إلى 1828، و كان ايضاً سفير بوتين بانقرة بمثابت الراس المدبر وراء اتفاق روسي تركي يتخلى بموجبه اردوقان عن دغم مسلحي المعارضة بحلب، و الذي ادى الى هزيمتهم و تثبيت اقدام الجيش النظامي السوري بحلب؛ فكان كارلوف غريبويدوف تركيا، بعد الحادث فورا تعججت وسائل التواصل الاجتماعي بالكلام عن حرب عالمية ثالثة مستحضيرين؛ المغردين، حادثة اغتيال وريث عرش الامبراطورية النمساوية المجرية فرانس فيرديناند سنة 1914 على يد فتى صربي (23 سنة)، فاتت الاحداث بما لم يتكهن به البعض؛ و لم يزد الحادث الى قوة للعلاقة الروسية التركية و انخرطت تركيا كلياً في محور موسكو انقرة طهران، ليكن قرار العرب ليس بيد العرب.
لم يكن المشهد الثاني خالي من الدلالات، فالسوق المستهدفة؛ او الزاوية المستهدفة منُ، كان فيها رمزاً للألمان من الحرب العالمية الثانية، و هي كنيسة صغيرة؛ او ما تبقى منها في قلب برلين الغربية و صقط اكثر من 12 ضحية لهذا العمل و جرح 48 شخص.
و لكم الحكم و المقارنة و قرائة الاحداث، االتاريخ يعيد نفسه ام هي مجرد مصادفة احداث... لا اظن للصدفة حظاً في هذا ولكن قد تكون الارادة تحدث صدفتاً او هكذا اريد لها مظهرياُ على الاقل.
طيب الله اوقاتكم