بدات معالم الوضع الذي امامنا اليوم تتشكل
منذ سنة، عندما زار وفد الحرب المغربي الرئيس الموريتاني في اواخر السنة المنفرطة،
طالبين تفسير لرفع العلم الموريتاني في منطقة
"لكويرة" ، و لكن الرئيس
محمد عبد العزيز قاطع الاجتماع الذي اعتبره استفزازي . من يوم إذ بدا مسلسل
القطيعة الموريتانيا-المغربية.
المسلسل الذي توالت حلقاته بتواتر و توتر التصعيد
المغربي السيئ الاخراج، و رسالة موريتانيا بفحوا فتح سفارة صحراوية بنواكشوط، تتالت حلقات الصراع
العلني الموريتاني-المغربي الذي اكدت فيه موريتانيا سيادتها و مكانتها بالمنطقة، و
باطل سياسة المخزن.
الاجتماع المذكور الذي تراسه وزير خارجية
العدو، و رافقه فيه المفتش العام و قائد المنطقة
الجنوبية بالجيش المغربي, الجنرال بو شعيب، و مدير المخابرات (لادجيد) ياسين
المنصوري، كان بمثابة اعلان الحرب على موريتانيا إذ لم تتخلى عن
"لكويرة" و لكن الرئيس الموريتاني ابى ان يردخ للأستفزاز المغربي و اكد
تمسكه باتفاقية الجزائر الذي وقع مع
الجبهة، و التي تخول للسلطات الموريتانيا ادارة منطقة لكويرة حتى استعادة الباقي
من الارض السليبة، فمنذ توقيع الاتفاقية ظلت وحدات من الدرك الموريتاني هي المكلفة
بحمايتها إلا ان بعد الخطوات الاستفزازية المغربية ارسل الجيش الموريتاني قوات
تابع له ثابة بالمنطقة، و هو الشيء الذي ينظر بالحرب.
شكلت مشاركة وزير الشوؤن الدينية الموريتاني الشعب
الصحراوي في تشييع جثمان فقيد الامة الصحراوية الرئيس الشهيد لمثواه الاخير، و بعد
ذلك مشاركة شخصيات موريتانية رفيعة المستوى في مؤتمر الجبهة الاستثنائي مثل ذلك صفعة كبيرة لنظام الرباط، الذي لم يستطع
هضمها و ظل يتخبط محاولاً التاثير على المشهد الموريتاني الداخلي و لكنه كان "يحلب
ناقتو فالظاية".
تلاحقت الاحداث و استضافة ارض شنقيط القمة
العربية التي اظهرت قدرتها و مكانتها بين
العرب، و اضمحل ما كان يراهن عليه المخزن من فشل في تسيير اشغال القمة، و هو الذي اعتذر
عن استضافتها و ارسل ليمثله سروال "دجينز" في احداث القمة بنواكشوط،
يومها اسكت كرم ضيافة بيظان موريتاني -كما يحلو لأهلها تسميتها- متغطرس اهل الارز
و الذي ما فتى ان طلب العذر من بلاد المليون شاعر.
المغرب في ظل معاناته من العزلة التي يعيشها
لم يجد متنفساً إلا افتعال المشاكل مع موريتانيا الشقيقة، ليلهي مواطنيه عن فشله و
تصديراً لأزماته الداخلية كما جرت عليه العادة
في الفلسفة المخزنية، إلا ان هذه المرة كلفته الكثير، و يبدو ان نظام
المخزن بدا يتمادى, فاقتحامه صباح اليوم لمركز الكركرات الحدودي هي مغامرة قد لا
تحمد عقباها عند المغرب، و لكن يطرح السؤال هنا و هو متى و كيف و اين سيكون الجواب
الصحراوي؟؟.
و لماذا لا نرى ردة فعل دفاعية
صحراوية-موريتانية؟؟.
بقلم: لبات الصالح