بقلم: احمد علين محمد سالم
يحدث التمييز العنصري والإثني يوميا، فيعيق تقدم الملايين من الناس في كافة أنحاء العالم. وبدءا من حرمان الأفراد من مبادئ المساواة وعدم التمييز الأساسية إلى تغذية الكراهية الإثنية التي قد تؤدي إلى الإبادة الجماعية، تعمل العنصرية والتعصب على تدمير حياة المجتمعات. ويعتبر النضال ضد العنصرية مسألة تتصف بالأولوية للمدافعين عن حقوق الانسان و حتى الثوريين اليساريين كنيلسون مانديلا و غاندي و لوثر كينغ . و باتريس لومومبا ….و حتى مؤسس جبهة البوليساريو الولي مصطفى السيد رحمة الله عليه كان صارما في نبذها و محاربتها…
هذا و لقد كانت الأمم المتحدة معنية بهذه القضية منذ تأسيسها، وحظر التمييز العنصري مذخور في جميع الصكوك الدولية الرئيسية لحقوق الإنسان. وتلقي هذه الصكوك بالتزامات على عاتق الدول وتكلفها باستئصال شأفة التمييز في النطاقات العامة والخاصة. كما أن مبدأ المساواة يتطلب من الدول أن تعتمد تدابير خاصة للقضاء على الظروف التي تسبب التمييز العنصري أو تساعد على استدامته.
وفي عام 2001، أصدر المؤتمر العالمي لمكافحة العنصرية أكثر البرامج موثوقية وشمولا لمكافحة العنصرية والتمييز العنصري وكراهية الأجانب وما يتصل بها من تعصب: إعلان وبرنامج عمل ديربان. وفي نيسان/ ابريل 2009، فحص مؤتمر استعراض ديربان ما تحقق من تقدم عالمي للتغلب على العنصرية وخلص إلى أنه لا يزال هناك الكثير الذي يتعين عمله في هذا الصدد. وما من شك في أن أكبر إنجازات المؤتمر تمثل في الالتزام الدولي المتجدد بجدول أعمال مناهض للعنصرية….
و في مجتمعاتنا العربية مثلا لا تقتصر العنصرية على أساس الإنتماء القبلي فحسب انما طالت الإنتماء الديني، حيث يوجد عنصرية تجاه الأشخاص على أساس انتمائهم الديني؛ فمثلا تستمر العنصرية بين أتباع المذهب السني والمذهب الشيعي والتي قد تصل إلى صور مدمرة كتفجير المساجد أو القتل أو التنكيل أو المنع من حق ما كالعمل أو إعتلاء منصب ما. أيضا هناك عنصرية تجاه الأقليات الدينية كالمسيحية واليهودية والمندائية وغيرها. و تتصدر الدول الواقعة في الشرق الاوسط قائمة الدول العربية التي تنتشر فيها العنصرية بشتى اشكالها و انواعها و غالبا ما تكون هذه العنصرية على عدة صور كاستعمال العنف أو الإكراه و ضد الاجانب و هنا اقصد العمالة الاجنبية هناك ..من بنغلاديش و الفلبين و الهند ..الخ و هذا لا يقتصر فقط على هذه الدول من عالمنا العربي انما تنتشر كذالك في دول المغرب العربي و شمال افريقيا عامتا و هنا تتصدر موريتانيا والصحراء الغربية [ مجتمع البيضان ] و ليبيا .هذا قائمة الدول العربية التي تنتشر فيها عنصرية الطبقات كاضد ..الزنوج او العبيد و كذا بعض الطبقات الاخرى كطبقة الصناع التقليدين و طبقات اخرى ….غير ان هناك شكل اخر من العنصرية و هي ما يسميها الباحثين في حقوق الانسان العنصرية السياسية اي العنصرية ضد الاشخاص او الافكار و الاراء السياسية و هذه بكل تأكيد تنتشر في دولة الاحتلال المملكة المغربية و لديها في هذا الموضوع سجل اسود …. و في الختام اقول لماذا نقول أبيض و أسـود ! لماذا نقول هـذا عربي و هذآ أجنبي !