بقلم: الرحموني الغيث امبيريك |
لا
يمكن الحديث عن ماضي البوليساريو ولا عن
المفاوضات المغربية الصحراوية دون الحديث
عن البشير مصطفى السيد، احد مهندسي السياسة
الخارجية لجبهة البوليساريو،
لكن
قبل هذا وذاك
نعرج بعض الشيء على الأوضاع المغربية
التي سببت الحديث عن هذا السياسي الحاضر
الغائب.
المغرب
هذه الأيام مصاب بهستيريا لا يحسد عليها
من جراء ما ستؤول إليه الأمور مع اقتراب
سنة الحسم ،يعيش صراعات على أعلى مستوى
، ضاعفت من تأزم الوضع المغربي خصوصا بعد
احتمال أن تنقل قضية الصحراء
الغربية
من البند السادس إلى البند السابع ،
والعقوبات المرتقبة من الاتحاد الأوروبي
على خلفية عقد المغرب لصفقة سد العجز
الحاصل بعد تأزم العلاقة بين الاتحاد
وروسيا ، وقد بدأت الانعكاسات تلوح في
أوفق الواقع المغربي المتدني أصلا، فأصبح
يتخبط يمينا وشمالا ويغير بوصلته السياسية
من حين إلى أخر ، فهو المعروف بابتزازه
وجنيه لثمار الآخرين .
ارتباطا
بما يحضر له المغرب هذه الأيام من شراء
للذمم (اكجيجمات
الثانية)
وعلاوة
على ما نشرته جريدة المساء المغربية من
شائعات وحرب نفسية بهمسة من المخابرات
المغربية (الاجيدي)
عن
احتمال عودة من أسمته بالرجل (الثاني)
في
جبهة البوليساريو إلى المغرب والذي نفاه
الرجل في حوار مع وكالة المغرب العربي
للإنباء المستقلة ، والذي قال انها مجرد
إشاعة لا تستحق حتى الرد عليها ، لكن القشة
التي قسمت ظهر البعير هي اعتراف الرجل
بان المخابرات المغربية استغلت طلبا
قديما (جديدا)
يتجلى
في
رغبته في لقاء ملك المغرب محمد السادس
وبشروط من البشير مصطفى السيد مما أثار
جدلا واسعا لدى المهتمين بالشأن الصحراوي.
عند
الحديث عن البشير مصطفى يعتري الإنسان
شعور بالانبهار والاندهاش والتساؤل حينما
يقرأ ويتأمل تاريخ هذا الرجل السياسي
ومواقفه المتناقضة ، والسيرة الذاتية
لهذا الزعيم الغامض والكثير الانفعال،الذي
كان في حقبة من تاريخنا الحديث هو موجه
ومحرك الأحداث السياسية ، انفرد بها وتميز
دون غيره من رفاق دربه السياسي ، أشبهه
وربما يكون تشبيهي غريبا (
بجوزي
مورينيو السياسة)
بدلا
من كورة القدم.
هناك
الكثير من الأسئلة وعلامات الاستفهام
تشوب تاريخ هذا الرجل العملاق ، الذي رغم
انجازاته إلى انه من المتهمين في ملف حقوق
الإنسان .
السؤال
الذي نريد من السياسي الحاضر الغائب
الإجابة عنه هو"
هل
طلب لقاء عاهل المغرب يدخل في إطار سياسة
الدولة الصحراوية ،أم هو خروج عن المألوف
في السياسة ، ويدخل في خانة المبادرات
الارتجالية الشخصية والعمل بمعزل عن
الآخرين ؟ من اجل التشهير و(
سوس
الكرشة)
على
الرفاق أو من اجل الدعاية للمفاوض الصحراوي
الأبرز حسب اعتقاد البعض ؟.
إذا
كان الجواب بنعم في إطار السياسة العامة
للجبهة وفي الفترة التي كان فيها المفاوض
الأبرز يتقلد حقيبة الخارجية أو بتكليف
من الدولة الصحراوية ، فهذا موقف شجاع
يحسب للرجل وهذا ما نتمناه حتى لا نكون
قد أخطانا في حق رجل من عمالقة السياسة
الصحراوية ، أما إذا كان الجواب عكس ذالك
وبدافع شخصي فهذا
ما نعيبه على الرجل (الثاني)
في
جبهة البوليساريو، ونعتبره تجاوز خطير
وكارثة لا سابقة لها في تاريخ السياسة
وخطوة غير محسوبة العواقب وخرجه من خرجات
الرجل المعهودة (سياسة
أم لكفيفات)
وهو
الذي يختفي مدة ثم يأتي بمفاجئة ، لا يجوز
له التصرف بمعزل عن السياسة الخارجية
للدولة الصحراوية ،وبالتالي يكون قد حق
للبعض القول أن المفاوض الصحراوي الأبرز
أصبح يفكر بمنطق (الوطن
غفور الرحيم)
.
الشر
ينتصر على الخير عندما تتحول العواطف
والمشاعر الإنسانية إلى احتضان للأنانية
وحب الذات والغرور وعدم الثقة بالنفس
وقصر النظر ، لكن يجب أن يفهم الجميع أن
الشعب الصحراوي ليس وديعة في يد احد ولا
إرثا ولا تجارة يزايد بها كل من هب ودب،
في
اعتقادي الشخصي أن مصلحة البشير مصطفى
لم تنتهي بعد حتى تنتهي وطنيته كعادة معظم
القادة الصحراويين.
أذكركم
ببعض ما قاله الرجل الثاني في جبهة
البوليساريو .
-
لقد
قال بالحرف الواحد أن القائد الذي لا
يبادر لا يعتبر قائدا في إشارة منه إلى
زعيم البيت الأصفر الذي وصل به الاستسلام
وحب السلطة إلى أن أصبح يتلقى تعليماته
من (السكتور)
وهو
رئيس الدولة الصحراوية.
-
في
تحديد المفاهيم قال"
مازلنا
نضع الشيء إلى جانب ضده ونقول الشيء ونقصد
عكسه
-
انتقد
المفاوضات المرطونية بشدة ونصح في أيام
جيمس بيكر بإرسال مفاوض أبكم و مع المبعوث
الحالي كريستوفر روس بإرسال مفاوض أطرش
-
في
لقاء مع قناة الجزيرة قال أن المغرب بمثابة
الأخ الأكبر للصحراويين وتحدث عن ضرورة
العلاقة بين الأخ الأصغر والأكبر مؤكدا
انه لا استقرار للمنطقة إلى برضاء (المغرب
)
وتقبله
لنا ومساعدته .البشير
مصطفى السيد ليس شخص متجاوز وغير مرغوب
فيه ولا حالة شاذة بالتأكيد وليس استثناء
من قومه فهو من زمرة من القيادة الصحراوية
شاخت فازدادت استخفافا بشعبها ، ظنا منها
أن الشعب ملك لها و أن زواله أو انضمامه
أو استقلاله مرتبط بقراراتها ، فأصبحت
تدير الأمور كما تشاء وتتصرف بدون حسيب
ولا رقيب ، المجلس التشريعي الصحراوي في
سباته المعهود ، ولجنة حقوق الإنسان
الصحراوي أولدت ميتة ، والزعيم الأوحد
وحرمه يتصرفان هذه الأيام في الأملاك
العامة كأنها ضيعة شخصية لآل عبد
العزيز،يوزعون أموال الشعب في المهرجانات
الفلكلورية وعلى الطلبة والحقوقيين
والأعيان و و...
لشراء
القناعات وتمويل الحملات الانتخابية
المسبقة ويشاركهم في ذالك معظم القيادة
الصحراوية .
يجب
أن نعطي للمفاهيم حقها و نسمي الأشياء
بمسمياتها ، فإذا سكت أهل الحق عن الباطل
فلا يجب أن يتوهم أهل الباطل أنهم على حق
، ومن يظن انه باستطاعته التحكم في مصير
الصحراويين لمصلحته الشخصية فهو واهم
وغير مدرك للأمور .
الظرف
الحالي يدعونا أكثر من ذي قبل إلى تجنيد
كل الطاقات الوطنية لربح المعركة المصيرية
مع العدو المغربي ، فالوطن بحاجة إلى جهود
جميع أبنائه وعطائهم من اجل بناء الدولة
الصحراوية المستقلة وعاصمتها العيون
المحتلة .