قال برايان هيبرلينغ – محامي الدفاع عن موظف سابق بشركة (بلاك ووتر)، متهم بقتل مدنيين عراقيين في هجوم عام 2007 – إن الشرطة العراقية أزالت أدلة تدين المتهمين بارتكاب الهجوم.
وأوضح “هيبرلينغ”، الذي يدافع عن المتهم “بول سلوغ” في قضية رُفعت في حزيران/ يونيو الماضي، أنه من غير الممكن أبدًا التوصل إلى حقيقة الأمر بسبب إزالة الشرطة العراقية للأدلة التي كانت في مسرح الحادث.
وأطلق موظفون أمنيون في شركة (بلاك ووتر) الأمنيون النار بشكل عشوائي في ساحة “النسور” بالعاصمة العراقية بغداد في 16 أيلول/ سبتمبر 2007، فقتلوا 14 عراقياً وجرحوا آخرين. وتدعي الشركة أن إطلاق النار كان ردًا على هجوم تعرض له موكبها، في حين تنفي مصادر عراقية هذا الإدعاء وتقول أن الحراس أطلقوا النار بشكل عشوائي وبدون سبب. ونتيجة للحادث طلبت السلطات العراقية من الشركة وقف أنشطتها ومغادرة البلاد. ثم عدلت عن ذلك وطالبت بتعويضات للضحايا بلغت 8 ملايين دولار أمريكي عن كل قتيل. كما فتحت الحكومة الأمريكية تحقيقاً في الحادث وأرسلت لجنة خاصة للعراق للتحقيق.
وأصدرت لجنة محلفين أمريكية قرارًا في مايو/ أيار الماضي بمحاكمة موظف آخر من بلاك ووتر، يُدعى “نيكولاس سلاتن”، بارتكاب جريمة من الدرجة الأولى، وجاء القرار بعد أسابيع من حكم قضائي بإسقاط الاتهامات عن “سلاتن” للتقادم.
ويُحاكم موظفان آخران من الشركة، هما “داستن هيرد”، و”إيفان ليبرتي”، بالتهمة نفسها. ويقول محامو المتهمين إن موكليهم كانوا في حالة الدفاع عن النفس، وأطلقوا النار بعد تعرضهم لهجوم من جانب عناصر من المقاومة العراقية.
وفي حال تثبيت القضاء التهمة على “سلاتن” وزملائه؛ فإنه يواجه عقوبة قد تصل إلى الحبس مدى الحياة، فيما تتنظر الآخرين عقوبات لا تقل عن 30 عامًّا.
الجدير بالذكر أن شركة (بلاك ووتر) للخدمات الأمنية والعسكرية، تأسست عام 1997 على يد “إيريك برنس″، وهو عسكري سابق عمل في القوات الخاصة التابعة للبحرية الأميركية. كُلفت الشركة بحماية الدبلوماسيين الأمريكيين في بغداد، واحتلت الواجهة بعد هجوم عناصرها المسلح على مدنيين بالعراق عام 2007 دون سبب، مما زاد النقمة في الأوساط الدولية على الاحتلال الأميركي للعراق. عقب الحادث غيرت الشركة اسمها إلى (Xe Service) عام 2009، وأصبح اسمها (Academi) في العام التالي.