بقلم: الصالح اعبيدي |
انه لمن نافلة الحديث ان نقول ان الشباب هو
حاضر الامة و مستقبلها و باصلاحه و إعداده الاعداد الجيد تضمن استمرارها و إزدهارها
و إذا كان العكس قد يكون هو سبب تعثر مسيرتها و تأخرها عن الركب الحضاري إن لم نقل
قد يسبب إضمحلالها و إندثارها.
فالشباب التائه الذي اهمل اعداده او همش وجوده
و قزمت اعماله سيصبح عالة على المجتمع بدلاً ان يصبح ساعد بناء يصير معول هدم في
يدي اعداء الامة تستخدمه لمصالحها و حسب مزاجها و تشكله الشكل الذي تريد حسب ما
تمليه اطماعها و مخططاتها ضد الامة التي اهملته و لم ترعاه حق رعايته.
إذا تكلمنا عن الشباب الصحراوي فان نراه مع
الاسف هو شباب تتجادبه التيارات العاصفة التي تهب عليه من كل حدب و صوب و هو يتخبط
بين امواجها العاتية بدون ان يأخذ أحد بيده إلى الوجهة الصحيحة التي تخدم مصالح
الامة و تضمن إستمرار مسيرتها. فالنطام لا يحرك ساكناً كأن الامر لا يعنيه من قريب
و لا من بعيد و هو يتفرج على هذه الفئة المهمة من شعبنا تسحقها مطرقة الواقع الصعب
على سندان العدو المتربص الذي الذي لا يفوت فرصة لزرع البلبلة و الشقاق بين الشباب
نفسه و خلق الشكوك و الريبة في الخيارات الوطنية.
فمع ضعف التأطير و التأهيل لا توجد نخبة
مثقفة تقود الفكر الوطني و توجه المواطن بشكل عام و الشباب بشكل خاص و ما يظهر على
الساحة لا يخلو من كونه احدى طائفتين, اما متزلف للنظام من اجل كسب مادي او معنوي
او معارض لكل شيء و ثائر على كل شيء
فالاول يضلل و الثاني ينفر و غاب عن الساحة الثالث الذي ليس ظلا لعود النظام و لكن
ليس عود ثقاب يحرق كل ما يمت للنظام بصلة بل يحسن الحسن و يقبح القبيح و يوجه
المسار الى الوجه الصحيح.
و لـكي نحصن شبابنا من التيه الذي لا مخرج
منه, لابد لنا من توافر عدة اشياء نلخص بعضها في الاتي:
ـ تجديد الفكر الوطني ـ الطرح الوطني: فلا
عمل بدون فكر للاسترشاد به مع تحديد الاهداف بوضوح تام لا لبس فيه.
ـ احتواء الشباب ضمن منظومة ثابتة تستثمر طاقاته
فيما يفيد و تطورها ليشعر باهميته ليقوم بواجبه على احسن وجه و يحصل على حقوقه
كاملة.
ـ خلق رموز شبابية ـ يقتدى بها لكي تكون هي
الدليل الذي يقتدى به ـ و اعدادها الاعداد الجيد و فتح الجال امامها لتقوم بما هو
مطلوب منها بكل صدق و شفافية بعيداً عن التجاذبات الشخصية ـ السياسية ـ
الاجتماعي...
و من بين هذه الفئة انتقاء الاطر الشابة لدفع
العمل الوطني و ضخ فيه دماء جديدة لتنشيط دورة حياة الامة انطلاقاً من مبدأ ان لكل
فرد سقف محدود من العطاء عند ما يصله لا يستطيع تقديم المزيد ـ فالتجديد و التغيير
سنة الله في خلقه.
و قبل كل هذا فتح حوار وطني شامل بين كل
الشباب في كل المجالات و حمل اقتراحاتهم و افكارهم محمل الجد و تجسيد على ارض
الواقع ما يمكن تطبيقه لأعادة الثقة بينه و بين من يقودون العمل السياسي.
اما إذا اردنا ان نغير الواقع بدون تغيير
الاسلوب فهذا لعمري هو العبث بعينه و مضيعة للوقت و الجهد فيما لا طائل من ورائه,
و ليس عيباً اذا فشلنا في بعض محاولاتنا, فالفشل و النجاح ليسا إلا نتائج العمل
يمكن تقويهما و الاستفادة منها في العمل المستقبلي بالتعديل او الاضافة او الحذف
حسب الحاجة و الاختيار فالذي لا يخطئ ـ و لا يصيب فهو إذا لا يعمل.
في الاخير لا اريد لـلصوص الاحلام ان تسرق احـــلام
شـــبابنا من خلال غرس اليأس و القنوط في النفوس و جعل السوداوية هي السمة الغالبة
فهي تثبط العزائم و تمحو الامل و تحطم الطموح و تشل الروح الخلاقة عند الفرد.
و كما قال المثل الانجليزي: "اينما توجد
الحياة يوجد الامل"
" Where there
is life there is hope"