بقلم: الرحموني الغيث امبيريك. |
منذ بداية العدوان على غزة في 8 من يوليو الماضي ، انتظرنا طويلا لعلنا نسمع موقفا عربيا مشرفا ينسينا المواقف العربية المتخاذلة ، يرفع من معنويات الأمة العربية والإسلامية ، لكن للأسف لم نسمع ولم نرى إلى تواطؤ وتخاذل كأن القوم اتفقوا مسبقا على إذلال مليون فلسطيني يعاني تحت القصف والحصار منذ سبع سنوات .
لا زعيما عربيا واحد حذا حذو الرئيس البينزولي الراحل اغو اتشابس وخاطب إسرائيل بلغتها ، لقد برهنت أمريكا لاتينية المسيحية مرة أخرى أنها الأكثر تعاطفا في العالم مع غزة بما في ذالك الدول العربية ، فلقد صنفت بوليفيا إسرائيل دولة إرهابية فيما سحبت كل من لبيرو والبرازيل والتشيلي والسلفادور والإكوادور سفرائها من تل أبيب، في وقت ازداد فيه التواطؤ العربي مع إسرائيل ، أمر معيب يتحمل مسؤوليته زعماء أذلوا شعوبهم لعقود من الزمن من اجل الفوز بصكوك الاعتدال الأمريكي و التنافس على إرضاء الكيان الصهيوني ، الم يقم السادات بزيارة إسرائيل في سنة 1977 ، أليس المقبور الحسن الثاني أول من أسدى خدمة البث المباشر لتجمعات الجامعة العربية لصالح إسرائيل ، الم تعترف مصر والأردن بدولة الكيان الصهيوني، الم تطبع معظم الدول العربية مع الدولة العبرية بطريقة مباشرة أو غير مباشرة .
إدارة الظهر لغزة من طرف الحلف السعودي الإماراتي المغربي المصري المتواطئ مع الكيان الصهيوني المزروع في الوطن العربي ،يساهم جنبا إلى جنب مع أمريكا في ما تتعرض له غزة من حرب إبادة بتمويل سعودي إماراتي وبمباركة مغربية وحصار مصري انتظر طويلا انتصار الجيش الذي (لا يقهر) .
كيف يعقل أن هذا الكيان الذي يحارب الإسلام ويمشي على القران ، ويقتل الأبرياء تعترف به دول عربية وتطبع معه أخرى إنها المذلة بعينها ، تبدوا هذه الحقيقة لمن لا يعرفها مشهدا سرياليا غير واقعي لكنها الحقيقة المرة ، لكم أن تتصوروا هذه الحملة الإعلامي المصرية الشرسة الموجهة ضد المقاومة في غزة ، و فضيحة الوفد الإماراتي الذي دخل إلى القطاع تحت ضوء تقديم خدمة إنسانية وانكشف أمر تجسسه لإسرائيل بعد يوم واحد من قدومه فخرج منها صاغرا مستنجدا بآل سعود الذين يسوقون لضرب حرية الشعوب .
في الماضي كنا نلصق الصهيونية فقط بإسرائيل ، لكننا اليوم أيقنا أن لها أنصارا في كل مكان ومن خارج الديانة اليهودية وخاصة من العرب المتصهينين فكريا الذين يبررون لإسرائيل مجازرها محاولين إعطائها صبغة شرعية وأخلاقية لعدوانها الجبان ، لأنهم بكل بساطة مشروع صهيوني لتغيير الأفكار والقناعات ، يعمل على محاولة إذلال المقاومة وتركعها وتحميلها أوزار ما آلات إليه الأوضاع في قطاع غزة ،
من المفارقات العجيبة أن هذا التحالف العربي الإسرائيلي الذي تباركه أمريكا والذي أعطى الضوء الأخضر لإسرائيل لضرب غزة وقتل أطفالها ونسائها ،لم ينجح في مهمته القذرة ، بل العكس ازداد أهل غزة صمودا واستبسالا وغيروا كل المعادلات وأعادوا الكرامة لهذه الأمة المغلوبة على أمرها بتسابقهم نحو الشهادة وإعطاء للمحتل دروسا في الإقدام والشجاعة لم يعاهدها من قبل .
غزة أيها السادة لا تريد حشد جيوش ولا تحالفات لسد العدوان وإنما تريد رفع الحصار المصري الإسرائيلي المضروب عليها منذ سنوات برعاية أمريكية وصمت عالمي ومباركة عربية لم تعد خافية على احد ،
نتساءل أين العرب الذين أقاموا الدنيا ولم يقعدوها على سوريا العربية المسلمة ؟، أين هم من إسرائيل راعية الإرهاب العالمي ، أين التسميات المختلفة التي تدعي الجهاد وتتبناه ( في سوريا والعراق والجزائر ومالي وتونس وليبيا … ) لماذا لم يهبوا إلى نصرة غزة ؟ أليس هذا هو الجهاد الذي لا خلاف عليه أم أن الأمر مختلف لأنه يتعلق بإسرائيل .؟؟؟
العقيدة الإسرائيلية التي تأسست عليها دولة الكيان الهمجي و التي تقوم على الإرهاب والعنصرية والترويع من اجل إرغام الخصم على الخنوع وإحداث نوع من الاضطراب والذعر والترويع وقعت في مصيدة غزة وأصبحت تدرك أكثر من ذي قبل أن ما كان في الماضي لم يعد ممكنا وان الفصائل في القطاع أصبحت لها كلمتها وان زوال إسرائيل مرتبط بنهاية الدعم الأمريكي والتأمر العربي ، الذي أنهي بدوره زمن بكاء التماسيح و التصنع بالتعاطف مع الشعب الفلسطيني.
المقاومة في القطاع تعلمت الدرس من الحروب السابقة والمواجهات التي تلت حرب تموز ، فنقلت التجربة من لبنان إلى غزة ، فأجبرت رئيس الوزراء الإسرائيلي على الاستنجاد بسيده في البيت الأبيض من اجل إيجاد مخرج للتعجيل بتوقيف إطلاق النار ، أنها ثقافة المقاومة