إلى فخامة الرئيس المختار ولد داداه؛ عليكم سلام من الله تعالى وبركاته؛ وبعد:
شعورا منا بثقل المسئولية وبخطورة الأوضاع وما ستصل إليه في منطقتنا هذه أثر المؤامرة التي دبرت ضد الشعب العربي في الساقية الحمراء ووادي الذهب، بعد اتفاقية مدريد الثلاثية، فإنه أصبح من الضروري أن ننبه إلى ما يلي:
أن أرض الشعب العربي في الساقية الحمراء ووادي الذهب قد غُزيت من طرف جنود المغرب وجنودكم.
أن الشعب العربي الصحراوي أُخْرِج من دياره، واستبدلها بدفء الأشجار وقمم الجبال وسفوح الأودية.
3 لقد ثبت بما لا يدع مجالا للشك أن صاحب الحق لا يمكن أن يستريح مغتصبو حقه طالما هو موجود.
أن قتل شعب بأكمله، حتى ولو كان قليلا يتطلب وقتا طويلا. إن المنطقي والعادي والصحيح إن يكون الشعب الموريتاني الشقيق ظهيرا للشعب الصحراوي للارتباطات الموضوعية الموجودة بينهما سواء منها التاريخية أو العرقية أو حتى حتمية وحدة المصالح ووحدة الخطر.
إن احتلال الصحراء ما هو إلا مقدمة لإضافة المزيد من الأراضي على حسابكم، إذا لم يكن ذلك قد تم بالفعل، ولكنه مغطى إلى حين.
إن التعاسة التي فُرضت على شعوب المنطقة والتي تزداد فظاعتها يوما بعد يوم، والتي ستدفع الشعوب الصغيرة أكبر قدر من ثمنها تتطلب منا كمسئولين، إذا كنا مسئولين علينا كوطنيين، إذا كنا حقا وطنيين أن نقف لحظة كي نفكر، عن ماذا سينجم عنها على مستوى الوطن الواحد وعلى مستوى المنطقة. هل هناك طريق آخر يُسلك كي تحصل شعوبنا على مصالحها وتجنبها كوارث حرب ستكون فيها خاسرة.
لماذا الحرب، وما هي نتائجها في الأخير.؟
وإذا كان الشعب العربي في الساقية الحمراء ووادي الذهب يحارب لإن هناك مؤامرة ثلاثية، وهناك غزو مسلح لأرضه، وبالتالي فهو يحارب للدفاع عن النفس، يحارب كي يعيش حرا كريما وهو حق طبيعي كان يحارب الاستعمار الأسباني من أجل الحصول عليه وكنتم للأسف نصيرا للمستعمر عليه.
إذا كان الشعب العربي الصحراوي يكافح كي يعود إلى دياره التي نُزعت منه خلسة وغدار تحت قذائف المدفعية والدبابات ونابالم الطائرات، فلماذا يحارب الشعب الموريتاني؟
هل رغبة في زيادة رقعة الأرض لإن أرضه ضيقة؟ أو رغبة في الحصول على مزيد من الثروات لإن أرضه فقيرة.؟
وليكن هذا وذاك معا آلا يمكن الحصول عليهما معا عن طريق الشعب العربي الصحراوي، شقيق الشعب الموريتاني والذي لم يزل وأياه يتقاسمان الحلوة والمرة. لم يزل وآياه يقتاتان من نفس الغذاء، ويلبسان نفس اللحاف، ولم يزل بعضهم من بعض، وحتى إذا كان فخامة رئيس الجمهورية المختار ولد داداه يريد زعامة تاريخية، وإذا كان هذا، ألم أعرضه عليك شخصيا في اللقاء الذي تم بيننا في السنة الماضية؟ مهما يكن من شيء فإن أقل ما يُخسر في الحرب هو الراحة، موت الرجال، وزيادة الضرائب على العجائز، وفرض ظروف الحرب على الأطفال. إن كل هذا يتطلب من الرجال المسئولين تبريرات حقيقية لشعوبهم، للتاريخ ولضمائرهم.
إن دفع الشعب الموريتاني إلى حرب مع شقيقه الصحراوي، والتي سيدفعان معا ثمنها هو عبء ثقيل على من له شعوب.
فلتتقي الله في أولاد الشعب الموريتاني يا مختار الذين تدفعهم إلى الموت من أجل تشريد إخوانهم الصحراويين؛ اتق الله يا مختار في العجائز اللاتي تفرض عليهن الضرائب، كي يفقدن وطنهن غدا أو بعد غد. اتق الله يا مختار في الذين تشارك في تشريهم من ديارهم ومتاعهم وتفرض عليهم الموت في الفيافي. اتق الله ونحن مستعدون لصنع أي شيء لحقن دماء الإخوة واتخاذ الطريق المستقيم اللازم لكي تتمتع الشعوب بالحرية والكرامة والطمأنينة والسلام، وتعيش في جو من الأمن والتعاون.
اللهم اشهد والله علينا وكيل