بقلم:السلامي احمد |
حسب الموقع الالكتروني الافريقي ” afrik.com” قام المغرب في سنة2013- وفقا لتقريرصادرعن مركزالدراسات الدفاعية المتقدمة، نقلته يومية المساء المغربية- باقتناء كمية كبيرة من المعدات العسكرية الروسية، لصالح القوات المسلحة الملكية المغربية. فهذا الرباط لم تتوقف عن تطوير تسليحها رغم وقف اطلاق النار مع البوليساريو في سنة 1991. بل لا تزال تسعى جاهدة إلى تطويراسلحتها وتنويع مواردها ، حيث رفعت ميزانية الدفاع الوطني من 3.8 مليار دولار في سنة 2014 الي 4.5 مليار دولار لسنة 2018، وهو ما يمثل زيادة قدرها حوالي 18.5٪ على مدى أربع سنوات. روسيا من جانبها تحاول كسراحتكارواشنطن لسوق السلاح وتسعي لتقوية حضورها في المنطقة وإيجاد سوقا لأسلحتها المصنفة عالميا، ، وفي هذا الاطار تمت الصفقة مع المغرب الذي تحصل علي أنظمة دفاع ومعدات عسكرية جد متطورة في السنتيين الماضيين، ولم تتسرب اية معلومات حول تلك المعدات.
من المعلوم ان العلاقات العسكرية بين البلدين لم تتوقف يوما، خاصة بعد إطلاق القمرالصناعي المغربي الأول المسمي “زرقاء اليمامة” بواسطة الصاروخ الروسي “زينيت 2″ انطلاقا من قاعدة “بايكونور” الروسية يوم 10 ديسمبر 2001. ولتعزيزتلك العلاقات تم توقيع اتفاقية حول التعاون العسكري بين روسيا والمغرب في فبراير2012 ، تشكلت علي اثره اللجنة العسكرية الروسيية المغربية المشتركة والتي اجرت اول اجتماعتها بالمغرب، خلال شهر سبتمبر من نفس السنة. وفي نهاية 2013 أعرب المغرب عن رغبته في شراء الغواصة الروسية من نوع ” AMUR 1650″ ، لتعزيز وجوده في مضيق جبل طارق وبحر البوران. وأرسلت البحرية الملكية المغربية وفدا إلى روسيا لزيارة واحدة من قواعد الغواصات الروسية من اجل الاطلاع اكثرعلي النموذج المختار الذي يكون سعره 15 مليون ارو. وفي شهر ابريل 2014، اجتمع رئيس سلاح الجو الروسي “فيكتور بونداريف” ، مع عميد الفرقة الجوية المغربية والمفتش العام للقوات الجوية الملكية ،أحمد بوطالب ” في مراكش، وحسب الموقع الالكتروني “Chouftv”فان الاجتماع غير مسبوق منذ توقف المفاوضات بين المغرب وروسيا، من اجل اقتناء مروحيات روسية مي-35″ و”مي-17″قبل أزيد من سنتين . ونقلاعن نفس الموقع فانه المنتظر قيام وفد عسكري مغربي بزيارة لموسكو في شهر سبتمبر المقبل، لتدارس التعاون العسكري بين البلدين.
قد تبدوهذه المعلومات غريبة لان المغرب عادة يتزود بمعاداته العسكرية من الولايات المتحدة الامريكية والدول الغربية، وخاصة فرنسا التي يعتبرمن بين الزبائن الرئيسيين لصناعتها الحربية ، فقد احتل في سنة 2013 المرتبة الثالثة لمشتري العتاد العسكري الفرنسي، خلف كلا من المملكة السعودية وسنغافورة. ففي هذا الاطار وقع المغرب في شهر فبرايرالماضي عقدا مع شركة “تاليس الينيا ” الفرنسية لاقتناء قمرين صناعين للتجسس من طراز “بليياد” من ضنع فرنسي-اطالي، لكن العقد احيط بسرية ولم يرغب أي طرف تاكيد الصفقة التي قدرت قيمتها ب 500 مليون دولار.
ومن جهة اخري ذكرت صحيفة معاريف الاسرائيلية على موقعها الالكتروني، خبرا تناقلته العديد من وسائل الاعلام في الشرق الأوسط، مفاده ان إسرائيل باعت المغرب عبر شركة “داسو” الفرنسية ثلاث طائرات استطلاع من طراز” هيرون”، التي تعتبر اهم واحدث الطائرات بدون طيارالتي تصنعها وكالة الصناعات الفضائية الاسرائيلية .
وهذه الطائرة قادرة على إجراء الاستطلاع وجمع المعلومات علي ارتفاعات اكثر من 12.000 كلم ولمدة 36 ساعة متواصلة، كما يمكن لها ان تحمل صواريخ أيضا لانها طائرة بدون طيار هجومية. وقد دخلت الخدمة الفعلية في الجيش الإسرائيلي في سنة 2010، بعد ان تم اختبارها خلال حرب غزة في نهاية سنة 2008 وبداية 2009.
اما علي المستوي الاقتصادي فقد ابرم المغرب وروسيا في فبراير من سنة 2013 اتفاقا جديدا للصيد البحري لمدة أربع سنوات، وهو السادس نوعه منذ سنة 1992. وتجدر الإشارة من جهة اخري إلى أنه تم افتتاح المنتدى الاقتصادي المغربي الروسي في يوم 9 يونيو 2014 في موسكو، تحت شعار “المغرب، الشريك الاستراتيجي لروسيا” ، وقد افتتحه الرئيس الروسي بحضور ستة وزراء مغاربة، بالاضافة الي رؤساء البنوك والشركات العامة و رجال الأعمال. في الوقت الذي ينتظران يقوم الملك المغربي محمد السادس بزيارة الي روسيا، ربما تكون بعد شهر رمضان، وهي الثانية من نوعها بعد تلك التي جرت في اكتوبرمن سنة 2002 والتي تلتها الزيارة الرسمية لرئيس الاتحاد الروسي ف”لاديمير بوتين” للمغرب في سنة 2006 حيث تشكلت خارطة طريق لعلاقات متميزة بين البلدين،.وقع خلالها اتفاقا بشأن الشراكة الاستراتيجية التي مكنت المغرب بان يتربع علي مرتبة الشريك التجاري الأول لروسيا في القارة الأفريقية لسنة 2013 .
يبدو ان المغرب هو المستفيد الاكثر من عودة روسيا في السنوات الاخيرة وبحثها عن استعادة مجدها وحضورها في الساحة الدولية، الذي اظهرها علي حقيقتها المراهنة على برغماتية المصالح المتبادلة بدل المبادئ الإيديولوجية التي كانت تزعم سابقا ايام الاتحاد السوفياتي. والحقيقة ان الدورالسوفيتي الذي كان يعتقد حينها أنه حليف القوى التحررية والمرتبط بمصالح عميقة مع بعض دولها، غاب عن الصحراويين الذين لم يتلقوا من الروس طلقة واحدة اوحفنة من الدقيق طوال حربهم التحريرية. و لم تجني منه القضية الصحراوية للاسف، خلال اربعين سنة غير التصريحات المناسباتية والبروتوكولية التي لا تفيد الا في تعزيزالتصنيف السيئ لقضيتنا بانها “صراع من مخلفات الحرب الباردة” بدل ان تكون قضية تصفية استعمار مسجلة بالامم المتحدة منذ سنة 1963. وما التفاعل السلبي لروسيا في السنة الماضية مع المشروع الامريكي لتكليف قوات المينورسو بمراقبة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية الا دليل علي ذلك.