بقلم : دمين حيدار |
غير لائق استمرارنا في نهش انفسنا بأنفسنا و نستعين في ذلك بأقوى شرائح المجتمع و المتمثلة في الشباب, حين كان الشباب شبابا اناثا و ذكور مفعما بمبادئ الحياة الحقة نسجوا في اذهانهم الوطن الذي يريدون و عملوا على تحقيقه بالغالي و النفيس , فبذلوا المال ,و الانفس ,و رغد العيش في سبيل ذلك الهدف ,هدف يميزه انه لا يقتصر على شخص او جماعة , انه هدف يراد به عزة شعب و كرامته بتحريره من قيود التبعية و اطلاق عنانه بين باقي الشعوب ليسبح ضمن و نحو الرقي الانساني العالمي المنشود، و الذي صار من اللازم بذره في حقول اذهان اطفالنا لنجنى النضج الاخلاقي و الانساني في شبابنا.
نريد شبابا يساير الزمان بدل شباب يعيب الزمان, يعمل على كرامة شعب, يعيش للغير, يدافع بالاسلوب المحقق للرفق مع هوادة و شدة لاطغيان لواحدة منهما على الاخرى, شباب ينظر للشيخ على انه اباه ,و للمرأة على انها منه و له تبعة نحوها, و على ان الاطفال اخوة صغار يعولون عليهم بقدر الافق الرحب المؤمل لهؤلاء الرياحين الصغار,شباب يعلّمون الجاهل و يرشدون الضّال ,و يبطلون الظّلم و يقطعون دابر الفتن ,شباب همهم غير سيارة و سجارة ,شباب يعملون على تحرير وطن ,و لكن هيهات ما لم تتحرر العقول و الاذهان من عبادة اصنام المال و الالقاب و الهوى.
لا نلوم الاّ انفسنا الآن في جيش من الشباب مغطى بالجهل و حب العاجل الزائل على الآجل الدائم , يريد لذة سرعان ما تزول على حساب لذة الرقي في عالم الكمال الانساني المطلوب من الآدمي , و أيّ امر هو انبل و الذّ و احلى في عالم الكمال و البحث عن الكمال من انارة الطريق امام الشعب الصحراوي في مسيرته النضالية من اجل الحريّة ؟ ,ثم اي امر هو اخسّ و احقر في عالم البحث عن الكمال من نيل غاية زائلة في مسيرة عظيمة كهذه؟.انها لفاجعة يندى لها الجبين ان نكون من انبل الشعوب و بنا شباب تشوبه خسة و ضعة, فهو لا يحلم بعيدا عن نيل ما ينسب للطين و كأن الارواح ما كانت هنالك قط.
على من له تبعة نحو شبابنا بدءا من الأسرة الى المؤسّسة ان يعملوا على البلوغ لهؤلاء الشباب في عالمي الاخلاق و الانسانية, كي لا يتعثر الشعب و هو يكافح من اجل نيل حريّتة ,و التي لا بد لها بادئ ذي بدئ من شباب لا يتشبث بالعيش الا من اجل حياة كريمة للشعب الصحراوي, يحدق في الألم بعين الأمل, و يدفع بنا و بشعبنا الى الحياة الكريمة في مجتمع كريم ,متحضر ,قادر و محترم .
شبابنا منه من هو مؤهل و منه من هو دون ذلك ,و عليكم كمسؤولين العمل على سد هذه الثّغرة التي استغلالها يسمى رأس الخيط في هزيمة الشعوب و المجتمعات, من شحن برامج التوعية الشبانية في المخيمات و المهجر, و تحميل المؤهلين منهم مسؤولية اصلاح الاخرين, بمنحهم فرص ابداء الرأي و لو في أجلّ الامور,و عدم تقسيم الشباب بإطلاق غير متريث للتسميات على كل جماعة تبدي رأيا في قضية من قضايا الواقع ,لأن ذلك يخدم العدو دون غيره ,بل لا بد للشباب من التمسك بحبل واحد ,و اسم واحد ,و هدف و احد ,لا يخرج عن حرية الشعب الصحراوي, و كل ما هو سوى ذلك يعتبر حدث بنّاء في مسيرة الشعب الصحراوي و لا يتبناه شباب دون غيرهم, لانه ان كان يخدم الشعب الصحراوي فإن تلقائية تبنيه من طرف الشباب الصحراوي حتمية و اكيدة