سبق لعدة وسائل إعلام مغربية أن
نشرت مقالات وأخبار تتعلق بأطفال مخيمات تندوف جنوب الجزائر وعنونتها بخط عريض: جبهة البوليزاريو تبيع أطفال المخيمات للإسبان.
نشرت مقالات وأخبار تتعلق بأطفال مخيمات تندوف جنوب الجزائر وعنونتها بخط عريض: جبهة البوليزاريو تبيع أطفال المخيمات للإسبان.
من هنا بدأت رحلتي للتحقق من صحة الخبر، وفي يوم 24 مايو من هذه السنة، تم استضافتي من طرف الجمعية الإسبانية للصداقة مع الصحراء لحضور اجتماعها السنوي والمتعلق باستقبال أطفال مخيمات تندوف في إيطار ما يسمى بعطلة السلام التي تنظمها سنويا وتستقبل من خلالها ما يزيد عن 4000 ألف طفل صحراوي.
لكن هل جبهة البوليزاريو تبيع أطفال المخيمات للإسبان حسب وسائل الإعلام المغربي؟
للإجابة عن هذا السؤال، لابد من الحصول على وثائق تثبت ذلك أو العكس، لكن رئيسة الفيدرالية الإسبانية للصداقة مع الصحراء FANDAS)) السيدة: Gely Ariza جيلي أريزا، أطلعتني على الالتزام الذي يلزم الأسر الإسبانية المستقبلة للأطفال واحتضانها في أحسن الظروف، كما يلزم أسر الأطفال بتوقيع الموافقة على الرحلة وتحت إشراف كل من مندوب جبهة البوليزاريو بإسبانيا والحكومة الإسبانية التي أصدرت مؤخرا مرسوما قانونيا للسماح لهؤلاء الحصول على رخصة إقامة مؤقتة لمدة شهرين والذي نشر في الجريدة الرسمية بتاريخ 2 يونيو 2014 بعد اجتماع المجلس الوزاري الإسباني بتاريخ 30 مايو 2014.
وتم الموافقة على استقبال 4543 طفلا صحراويا سيستفيدون من برنامج عطل السلام لسنة 2014 موزعون على ما يلي:
الأندلس 1005 طفلا
أراغون 153 طفلا
أستورياس 249 طفلا
جزر البليار-95 طفلا
جزر الكناري 203 طفلا
كانتابريا 40 طفلا
إكستريمادورا 306 طفلا
غاليسيا 326 طفلا
كاستياليون 236 طفلا
كاستيالامانتشا 323 طفلا
كاتالونيا 500 طفلا
مقاطعة فالينسيا 178طفلا
لاريوخا 38 طفلا
مدريد 276 طفلا
مورثيا 153 طفلا
نافارا 92 طفلا
بلاد الباسك 370 طفلا.
بعد هذا التحقيق الشفاف، اتضح أن الإعلام المغربي بدأ يخسر معركته الصحفية بعدما أن خسرت الديبلوماسية المغربية كل ما هو له علاقة بالصحراء الغربية، بل خسرت موريتنيا التي اعترفت بالجمهورية الصحراوية، وكذا خسرت الجارة الجزائر بعد إغلاق الحدود البرية بين البلدين الشقيقين التي تربط بين الشعبين أواصل القرابة والدم والأخوة بسبب قرار مغربي غير مسؤول.
إذن على الإعلام المغربي أن يستفيق من تفاهته وصرخاته التي لا يتقاضا عليها إلا الفتات من أسياده ، وليهتم بالقضايا الداخلية حيث الشعب المغربي يعاني الأمرين، الأزمة الإقتصادية من جهة، والغنى الفاحش لأصحاب الحال وأتباعهم من جهة أخرى، بل والأكثر من ذلك ومادمنا هنا نتحدث عن الطفولة، فإن أطفالنا يقتاتون من النفايات بل ويتم توفير مؤخراتهم للشواذ الأجانب وعلى الخصوص الفرنسيين، إذن من يبيع أطفاله، المغرب أم جبهة البوليزاريو؟.
الكاتب المغربي د. فريد بوكاس - إسبانيا ـ دام برس