لا يختلف اثنان اليوم أن منظمة الطليعة لتحرير الصحراء بقيادة القائد الرمز محمد سيد إبراهيم بصيري هي أول التمظهرات السياسية المنظمة الحديثة للفعل الوطني الصحراوي المجسدة للتميز و الاختلاف والشعور الواعي بضرورة الحفاظ على الهوية الوطنية الصحراوية و تجسيم مطلب الحق في السيادة و التمتع بالحقوق و الضرب بعصاء الوطنية على نهج رتابة الاستعمار وبالتالي ربط حلقات الرفض الوطني للاستعمار الذي حوصرت أخر تمظهراته المسلحة بإحكام اتفاقية اكوفيوم 1957 بين الاستعمار الفرنسي و الاسباني و النظام العلوي في المغرب، في إطار الخيانة المشهورة و المشهودة التي تواطأ فيها هذا الأخير على المقاومة الصحراوية المسلحة مما حرمها من احد مصادر الدعم المادي و التسليحي و مجال التحرك المناوراتي في إطار ترتيبات كبرى دنيئة، كانت الصحراء الغربية و مقاومة شعبها الباسلة الشرسة و البطولية،
إحدى أهم حلقاتها شملت كذلك: الريف المغربي و كل أقطاب الحركة التحريرية المغربية و بؤرها المنادية باستقلال المغرب ، فلما كانت تمظهرات الحركة التحريرية المغربية، تتجاوز العرش العلوي في المغرب رضخ هذا الأخير لمصلحة، فقط إستمرار العرش، للدخول في هذه الاتفاقية الدنيئة، وكان النصيب الأكبر من المؤامرة يستهدف بالطبع المقاومة الصحراوية المسلحة لإعتبار إثخانها في الاستعمار وقوة شكيمتها و شساعة ساحة انتشارها و توسطها لكل الساحات التي اخضيعت و ضراوتها و بسالتها و احتمالات إلهامها لكل الجهات والجبهات المحيطة بالصحراء الغربية، ولعل عملية حسابية بسيطة للمدى الزمني الوجيز الفاصل بين اتفاقية اكو فيوم 1957 و إنتفاضة الزملة التاريخية 17/06/1970 م كحدث وطني ميداني، أي بمدى فاصل لا يتعدى 12 عاما كفيل بإعطاء أكثر من علامة ذات دلالات دالة على حيوية الفعل الوطني الصحراوي وتجذر معاني وقيم الرفض للاستعمار و الإذلال، كما أن قساوة الظروف الطبيعية وشح الإمكانيات وعدم ملائمة الظروف البيئية الصحراوية للصمود و التخفي و المناورة ، كل شيء مكشوف، كفيلة بان تعطي صور دالة على نوعية الرجال وقوة الإرادات و إيمان أصحابها..... التاريخ و الدراسات المحايدة هي وحدها الكفيلة بتقدير حجمها وعمقها و انسحاب تأثيرها على كل الجهات و الجبهات المحيطة بل أكثر من ذلك حجم الجحود و التآمر والكيدية من الجيران الأشقاء وهو ما يفسر التآمر وبيعها لمجرد الحصول على ضمانة استمرار النظام في الشمال ( إكوفيوم 1957 ) ليحصل التناغم واستسهال التلاقي للغزو والاجتياح 1975 من أنظمة ضد إرادة و تطلعات وطموحات شعوبها ( اتفاقية مدريد 14 نوفمبر 1975 ).
التاريخ وحده كفيل بكشف الخيوط و التقاطعات و المكايد وبالتالي إنصاف إرادة هذا الشعب الحية في الحياة و رفض الظلم و الاستعمار و الاحتقار . ومهما تكن الخلاصات فبحكم حجم التضحيات وشساعة ساحة الفعل و إيقاع المقاومة وقساوة ظروف الفعل ونوعية النتائج و تأثير وقعها على الاستعمار وتداعياتها على و في المحيط المحيط فإنها لم تكن اقل شأننا ولا تأثيرا من ثورة العشرين في العراق وثورة عبد الكريم الخطابي في الريف ولا حتى ثورة ومقاومة الأمير عبد القادر في الجزائر .... واللائحة تطول، وبالتالي فان تأثيرها وإيقاعها و وقعها قفز بأهمية ومحورية التآمر عليها و هو ما كان .
فكانت منظمة الطليعة لتحرير الصحراء بقيادة القائد الرمز محمد سيد إبراهيم بصيري، ثمرة طبيعية شرعية وطنية واعية مُنَظِيمَةً و مُنَظَمَةً لتراكمات وطنية من الرفض للخنوع و الرد الواعي على واقع الاستعمار و الإذلال من جهة، و مضاعفات و تداعيات التآمر و الخديعة من أخرى.
فبمجرد أن توافرت معطيات وجود القائد المفكر المنطيم الْمُلْهِمْ، و الطلائع المؤهلة لتكون عماد وجسر التواصل والانصهار بين تظلمات وتطلعات القواعد الشعبية، وفكر و قيادية و الهام و مناقبية القائد الرمز و استشرافيته المتشبعة بالإيمان الديني و الطلائعية الثقافية العلمية و السياسية، و تجليات عميقة و متألقة خلفتها سيرة الرمز، و إلهامية تفتقت بها و عنها مآثره تثبت و تكشف عن آيات من التضحية و التصميم و البسالة و الجلد و الجسارة و الشجاعة و الإقدام، كشفت عن قائد و قيادية، يؤمن صاحبها فعلا أن: القادة شموع تحترق لتنير طريق الشعب إلى الحرية و الانعتاق، من خلال جعل من الأجساد الفانية جسور عبور نحو العزة و الكرامة و الإباء و الكبرياء و الخلود للرجال، و نحو الوطن و الحرية و الاستقلال و الرفاه لشعبهم. انطلاقا من إيمان صحراوي عميق عنيد جسور متشبع بروح و ثقافة و قيم
أن : الرَّاجَلْ يَبْنِي حَلَّ وَ أَلْحَلَّ مَا تَبْنِيِ رَاجَلْ فكانت محورية الرجل القائد الرمز، بكل ما يرمز إليه ضرورية و محورية، للظرف و في الظرف، توقف: عندها ما قبله و عليها ما بعده.
ولعل أسئلة وطنية مفاتيح، تفك رموز هذا السهل الوطني الممتنع ؟ من خلال اثارت نقاش وطني جريء ومطلوب بحكم مآل المسيرة ؟ و وجهة المسار ؟ على قاعدة أن مراجعة إخفاقات المسيرة ليست بالضرورة تلغيم للمكاسب ولا الثوابت الوطنية، بل تصليبٌ للمواقف الوطنية، و صقلها من أدران القصور و التقصير و الأنانية و الشوفينية و الشخصانية، من خلال ترسيخ اللحمة و تحديد الخيارات و تمحيص المواقف و الخروج النهائي من دوامة قراءات المبني للمجهول، منخلال تحديد قواعد اللعبة على مستوى الذات وتجاه العدو بالرجوع للمنطلقات .....
ليس طبعا بحث في الرُّكَامُ عن إنصاف للرجل للقائد للرمز، لأنه ببساطة أنصف نفسه مرات.......:
أولها : بنهجه نهج الشهادة، وبذلك كسب الفوز عند الخالق، و القدسية عند المخلوق، و حدد الحدود الفاصلة، ليس الحدود الموروثة عن الاستعمار بالمحاكاة في التفكير و التدبر و التدبير، بل الحدود الفاصلة و المميزة بين الطلائعية و الطمائعية. الطلائعية : في خدمة الشعب و القضايا المصيرية بفعل التضحية و الإباء و الكبرياء و الصمود و الاستماتة و القيادة المناقبية الاستشرافية في التنظير و الفعل و القدوة و الخلود. و الطمائعية: بما تعنيه من تقصير و قصور و أنانية و شوفينية و ارتزاقية، تتستر بأقنعة من الانفصام الفكري و القيمي و الأخلاقي و الشخصي الشخصاني و تتمترس وراء شعارات من الوطنية الرنانة الجوفاء المبتذلة الوقحة الطنانة التي مضغها الكذب و الاحتيال و الخداع و الكيدية و فقدان المصداقية، حتى سلبها كل طعم أو رائحة أو نكهة، حتى تماهت مع أهداف العدو و خدمتها أكثر مما خطط العدو نفسه له ( تآكل داخل )
ثانيا: نظر و خطط وقاد المسيرة، وحدد وجهة المسار و مسار التوجه، حفز الرفاق، تقدم الجمع، لم يتلكأ، و لم يساوم، ولا تذاكى، ولا تقاعس، بل اختار أن يكون جسده جسر عبور للقضية الوطنية نحو: وطن مستقل و شعب سيد، وليس بها عن الوطن
ثالثا: أسس نظريا وعمليا للقطيعة الفكرية والنظرية والسياسية مع واقع ( أَتَمْكٌَارْ ) والترحال السياسي الوطني ( أَتْزَوْلِي ) والمقايضات الدنيئة بإحداث صحوة وطنية، خلقت الأمل و كشفت الدسائس و حددت الوجهة و التوجه و أسست للوحدة الوطنية الحقيقية في المشاعر و الطموحات و التطلعات، و أدوات الفعل الوطني مما هيئ و أخصب التربة للوحدة الوطنية فيما بعد باعتبارها قطب الرحى ( أَشْظَاظْ أَرْحَ ) لأي مشروع وطني
ثالثا: أسس نظريا وعمليا للقطيعة الفكرية والنظرية والسياسية مع واقع ( أَتَمْكٌَارْ ) والترحال السياسي الوطني ( أَتْزَوْلِي ) والمقايضات الدنيئة بإحداث صحوة وطنية، خلقت الأمل و كشفت الدسائس و حددت الوجهة و التوجه و أسست للوحدة الوطنية الحقيقية في المشاعر و الطموحات و التطلعات، و أدوات الفعل الوطني مما هيئ و أخصب التربة للوحدة الوطنية فيما بعد باعتبارها قطب الرحى ( أَشْظَاظْ أَرْحَ ) لأي مشروع وطني
يا للطلائعية، بصيري يقول لرفاقه: ( يعني الاستعمار الاسباني ): ( اتركوهم يسيلون دمائنا لنربكهم فينا )، طلائعية من هذا الحجم و بهذه الأبعاد و المعايير و التجليات مطالبين نحن بإنصاف أنفسنا بمجرد محاولة الارتقاء إلى استحضار مثلها و مآثرها فينا و أفضالها علينا و الاهتداء بهديها و تنسم عبق نقائها و صفائها الشخصي الفكري المناقبي و قيمها و شمائلها و خصالها القيادية و الطلائعية في تجلي قداسي لا يجد تفسيره إلا في كون كما يقال في مأثورنا الشعبي:
( ألَبَنْ وَلاَّدَمْ أَدْبَاغُ )
وهو ما يضعنا ألان أمام التساؤل الكبير إسقاطا و استنادا إلى إدارتنا لتجربة تجريب نموذجنا الوطني في إدارة الصراع و بناء الذات للتحرير:
هل نحن مقاومة وطنية منظمه، بطلة متكاملة متناغمة متناسقة تراكمية تصاعدية الأداء و المكاسب و تكتيل الجهود الوطنية و الطمأنة و الإستقطابية و بالتالي استجماع شروط فرض النصر و تحقيق التطلعات العامة وتقصير عمر الاحتلال و اللجوء و الماسات ؟؟
أم أن التجربة تعطي الانطباع بل أكثر من انطباع بأننا فقط مجرد مقاومين أبطالا كنا ؟؟
تساؤلات مطروحة و مفتوحة و مُلِحَةً برسم النخب ؟؟؟!!!
و لعل الأسئلة الوطنية المفاتيح تكون هادية لذلك، أستسمح الفقيد أي الشهيد وهو كذلك بنواياه افعاله و خصاله، استسمحه في زمن سيادة الابتذال وانقلاب المفاهيم وارتباك انساق القيم و شيوع ( ثقافة تعكاب شي ) و حوول
الطمائعية محل الطلائعية
والكيدية محل الرفاقية و الوطنية و الوضوح
الأخذ محل البذل و العطاء
استسمحه في طرح الأسئلة التالية وهل من مجيب
من هو محمد سيد إبراهيم بصيري ؟؟
لماذا أسس منظمة الطليعة لتحرير الصحراء وما هي أهدافها ؟؟
لماذا لم يهرب لما اشتد الخطر ؟؟
لو كان المغرب كما يدعي ألان افتراء انه كان ظهيرا له لماذا لم يذهب إليهم ؟؟
لماذا رفض اقتراح رفاقه بعث رسالة المنظمة للمغرب كما فعل مع كل الجوار ؟؟
ولماذا يوصيهم إن المغرب هو الشر؟؟
وهو المجازف المطارد من المخزن لمجرد جهره إعلاميا أن الصحراء للصحراويين ؟؟ المطلوب منهم للتصفية ؟؟
بالتأكيد أن اسبانيا وهو في قبضتها ساومته ؟؟
لماذا لم يساوم ؟؟
من كان غيره مؤهلا لِيُّخَاطَبْ؟؟
حتى يصمد أو يُسَاوَمْ أو يُسَاوِمْ ؟؟
هل كان بإمكانه بكل ما يعنيه و يمثله من رمزية و قدسية وكاريزما ميدانية و شخصية و قيادية، أن يعطي و يأخذ ولماذا لم يفعل ؟؟
ما علاقة عناده و إصراره و رفضه المساومة بميلاد و فكرة PUNS؟؟
ما علاقة طيف ذكراه باستنساخ الكوركاس عن PUNS؟؟
نفس الأفكار نفس الأدوات نفس الأساليب و حتى نفس الأشخاص ؟؟
وما علاقة ذلك بقرصنة العدو لذكراه للسطو على ذاكرتنا الوطنية ؟؟
و التجني على مآثر الرجل ؟؟
بعد أن تكالبت عليه العوادي ؟؟
وكأن يد ( غَدَّارْ طَلْحُ ) امتدت من جديد تلاحق النسر الناجي من غدر
( واد غَدَّارْ طَلْحُ ) والله إن الجحود هو العار؟؟
لتظل رمزية القائد الرمز المؤسيس، مصلوبة بين نسيان الأمة ؟! و جحود الرفاق ؟! و سطو و قرصنة الأعداء ؟
( ألَبَنْ وَلاَّدَمْ أَدْبَاغُ )
وهو ما يضعنا ألان أمام التساؤل الكبير إسقاطا و استنادا إلى إدارتنا لتجربة تجريب نموذجنا الوطني في إدارة الصراع و بناء الذات للتحرير:
هل نحن مقاومة وطنية منظمه، بطلة متكاملة متناغمة متناسقة تراكمية تصاعدية الأداء و المكاسب و تكتيل الجهود الوطنية و الطمأنة و الإستقطابية و بالتالي استجماع شروط فرض النصر و تحقيق التطلعات العامة وتقصير عمر الاحتلال و اللجوء و الماسات ؟؟
أم أن التجربة تعطي الانطباع بل أكثر من انطباع بأننا فقط مجرد مقاومين أبطالا كنا ؟؟
تساؤلات مطروحة و مفتوحة و مُلِحَةً برسم النخب ؟؟؟!!!
و لعل الأسئلة الوطنية المفاتيح تكون هادية لذلك، أستسمح الفقيد أي الشهيد وهو كذلك بنواياه افعاله و خصاله، استسمحه في زمن سيادة الابتذال وانقلاب المفاهيم وارتباك انساق القيم و شيوع ( ثقافة تعكاب شي ) و حوول
الطمائعية محل الطلائعية
والكيدية محل الرفاقية و الوطنية و الوضوح
الأخذ محل البذل و العطاء
استسمحه في طرح الأسئلة التالية وهل من مجيب
من هو محمد سيد إبراهيم بصيري ؟؟
لماذا أسس منظمة الطليعة لتحرير الصحراء وما هي أهدافها ؟؟
لماذا لم يهرب لما اشتد الخطر ؟؟
لو كان المغرب كما يدعي ألان افتراء انه كان ظهيرا له لماذا لم يذهب إليهم ؟؟
لماذا رفض اقتراح رفاقه بعث رسالة المنظمة للمغرب كما فعل مع كل الجوار ؟؟
ولماذا يوصيهم إن المغرب هو الشر؟؟
وهو المجازف المطارد من المخزن لمجرد جهره إعلاميا أن الصحراء للصحراويين ؟؟ المطلوب منهم للتصفية ؟؟
بالتأكيد أن اسبانيا وهو في قبضتها ساومته ؟؟
لماذا لم يساوم ؟؟
من كان غيره مؤهلا لِيُّخَاطَبْ؟؟
حتى يصمد أو يُسَاوَمْ أو يُسَاوِمْ ؟؟
هل كان بإمكانه بكل ما يعنيه و يمثله من رمزية و قدسية وكاريزما ميدانية و شخصية و قيادية، أن يعطي و يأخذ ولماذا لم يفعل ؟؟
ما علاقة عناده و إصراره و رفضه المساومة بميلاد و فكرة PUNS؟؟
ما علاقة طيف ذكراه باستنساخ الكوركاس عن PUNS؟؟
نفس الأفكار نفس الأدوات نفس الأساليب و حتى نفس الأشخاص ؟؟
وما علاقة ذلك بقرصنة العدو لذكراه للسطو على ذاكرتنا الوطنية ؟؟
و التجني على مآثر الرجل ؟؟
بعد أن تكالبت عليه العوادي ؟؟
وكأن يد ( غَدَّارْ طَلْحُ ) امتدت من جديد تلاحق النسر الناجي من غدر
( واد غَدَّارْ طَلْحُ ) والله إن الجحود هو العار؟؟
لتظل رمزية القائد الرمز المؤسيس، مصلوبة بين نسيان الأمة ؟! و جحود الرفاق ؟! و سطو و قرصنة الأعداء ؟
كلها كبائر ولكن الأخيرة هي اكبر الكبائر لنقولها بصراحة : انه لولا قصور الرفاق و تماديهم في الجحود ما حصلت.
لكن ما يُؤْسِفْ و يثيرالإستغراب و الحسرة والمرارة والتغزز والشفقة حتى، هو أن يصل
العهر السياسي إلى مستوى يصبح فيه صراع " الرفاق" يتهاوى بهم إلى هاوية سفالة استباحة دماء الأفذاذ ليعلقوها كالعقبان و الغربان على الملء نهارا جهارا دون حياء ولا خجل في تقاطع مقيت بين الجحود و التوظيف الحاناتي الوقح ،و هذا منتهى الدعارة السياسية في حانات الرذيلة ؟؟
الم يبقى لدى " الرفاق" بقية أخلاق و شيء من التقوى ؟؟!!
إذا لم يُجِلُّونَ بها عظمائنا، على الأقل يخجلون من مآسي و ألام و تظلمات و تطلعات و تضحيات و عطاءات و شجاعة و كبرياء و سخاء و بذل شعبنا البطل، فليرحموه إذا لم يكن في وبي تحقيق أماله و تطلعاته التي يستحقها، فعلى الأقل يعفوه تدنيس سمعته الماجدة الخالدة عبر العصور و الأجيال في اختزال صورته المشرقة و المشرفة في " نخبة " تترنح بين الصراع على وهم السلطة أو الارتماء الوقيح في مجاهل الخيانة والتساقط و العمالة و الارتزاق و الكيدية ؟؟
أُفٍ أُفٍ لها " نخبة " صحراوية تترنح بشعبها البطل بين قمم الشجاعة و دهاليز وكهوف الخيانة، وكأن لعنة الشهداء و الجرحى و الأرامل و اليتامى و الأبرياء، لعنة هؤلاء جميعا تطارد من أؤتمنوا على العهود، فتجد الرجل يبيت على حال و يصبح على نقيضه دون حياء و لا تأنيب ضمير؟؟!!
فتجده يظل يومه أسدا و يمسي ليله هرا يثير الإشمئزاز !!
و من يبيت على الرفاقية و الوطنية و يصبح على القبلية و الكيدية !!
و من يبيت على الأمانة و الاستقامة و يصبح على السرقة و الارتزاق !!
ومن يظل يحرض على التقشف و ترشيد الممتلكات العامة للصمود ويبيت على التهريب و الاستنزاف للبناء و التأثيث في المحيط مختزلا الآمال العامة في أحلامه الشخصية الضيقة في لحظة تحنط ضمير مستغلا لحظة صفاء وطني.. ؟؟!!.
لنفترض جدلا أن الفقيد محمد سيد ابر هيم بصيري و الشهيد البطل الولي مصطفى السيد موجودين ألان على قيد الحياة [لا تخشوا على أصنام السكر و التمر، هو مجرد افتراض] هل كانا سيختلفان على المنصب و توزيع الحصص أيهما سيبقى و أيهما سيهرب ؟؟؟!! (حاشاهما حاشاهما)
هل يمكننا تخيل اختزال هؤلاء العظماء الأفذاذ فى منصب أو هروب ؟؟؟!!
أم أنهما بما تميزا به من خصال و شمائل و حنكة و حكمة ونفاذ بصيرة، قررا الاستشهاد لأنهما نسران حائمان، لا يليق بمقاميهما العيش إلا على القمم، قمم الكبرياء و الإباء و الشموخ و العطاء و الخلود، و لا يصلحان و لم و لا يقبلان التحول إلى عقبان تلعق و تنهش الفرائس ؟؟؟!!
فقررا الاستشهاد كل بمقتضيات لحظته التاريخية، ليعفوننا شر الاختلاف و حب السلطة و احتمالات الارتماء في مستنقع الخيانة النتنة.
هل في سيرهما و مآثرهما الخالدة ما يمكن أن يدعي إلى تخيل إمكانية اختزالهما حاشاهما حاشاهما في مجرد زعامة قبلية تتذاكى على شعبها، يركبونه لبلوغ مأربهم الشخصية على حساب الامال العامة للشعب ؟؟؟!!
أم أن الفقيد و الشهيد كل منهم شكل و مَثَّلَ إضافة ََّّقَيِّمَةً و قِيَّمِيَّةً طلائعية مناقبية قيادية، بصمت انبعاث و تنظيم و تاطير الفعل و الجهد الوطني، و شكلا ضمانات للمشروع الوطني من كل انحراف، و مثلا بفكرهما و تنظيرهما و قدوتهما و طلائعية أدائهما و تضحيتهما، شاخصات وطنية تحدد الوجهة و التوجه دالة في أي موقف تيه أو انحراف ؟؟؟
جسدا بالشعار و الممارسة مقولة:
( أنجز أحرار ما وعدوا )
فصانوا الأمانة وأوفوا العهود و استماتوا فيما حرضوا الرفاق عليه و عبدوا طريق الحقوق و العزة و الوجود و الخلود، و فازا و رفاقهم بشرف ومقام و وعد:
( .... رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا ....)
صدق الله العظيم
( .... رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا ....)
صدق الله العظيم
أندكٌسعد ولد هنَّان