يعود المبعوث الدولي لنزاع اللصحراء الغربية الى سياسة اللقاءات المغلقة بين المغرب وجبهة البوليساريو في اطار الدبلوماسية المكوكية التي قال انه سيعتمدها لاحداث اختراقات في جمود عملية السلام الصحراوي.
ومن المقرر ان يجمع كريستوفر روس المبعوث الشخصي للأمين العام العام للامم المتحدة للصحراء الغربية منتصف الشهر الجاري ممثلي المغرب وجبهة البوليساريو بجنيف او السويد لبحث امكانية الوصول مع الطرفين الى اتفاق حول بعض النقاط والملفات، في اول لقاء وصف بانه ‘الأول من نوعه الذي سيتم بشكل سري وغير رسمي من أجل دفع الطرفين للمفاوضات المباشرة’. وقال محمد خداد منسق جبهة البوليساريو مع بعثة الأمم المتحدة (مينورسو) ‘أن المبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة كريستوفر روس سينظم لقاء مع الجانبين الصحراوي والمغربي في كانون الثاني/ يناير الجاري في إطار الجهود الاممية لحل النزاع في الصحراء.
واوضح خداد انَّ المفاوضات ستتمُّ طبقا لقرارات الأمم المتحدة، الضامنة لحقِّ إجراء استفتاء تحسمُ نتائجهُ الطرف الذِي تؤول إليه الصحراء الغربية على امل أنْ تلقيَ الجولة المقبلة، حجرةً فِي أسن المفاوضات.
وحمل خداد المغرب مسؤولية عدم اجراء الاستفتاء للصحراويين لتقرير مصيرهم في دولة مستقلة او الاندماج بالمغرب الذي اقرته الامم المتحدة وقال ان رفضَ المغرب إجراء استفتاء حول مصير الصحراء إلَى وثوقه من أنَّه في حال أُجريَ، سيسفرُ مما لا مراء فيه، عن نتيجةٍ لصالح دولة مستقلة بالصحراء.
واضاف ان المغرب يراهنُ على عامل الزمن، كيْ ينالَ اليأسُ من الصحراويين اللاجئِين في مخيمَات تندوف بالجزائر وينأوْا بنفسِهِم عن مطلب الاستقلال، الا انه قال ان جبهته ستتغلب على عامل الوقت، وأنَّ الرهان المغربِي سيخيب، سيمَا وأنَّ تحولاتٍ إقليميَّة كثيرة حصلت في السنوات الأخيرة.
وحمَّل خداد مسؤوليَّة فشل تنظيم الاستفتاء لدول قال إنَّ بعضهَا يشغلُ عضويَّة دائمَة فِي مجلس الأمن، كفرنسَا، التِي تعربُ البوليساريُو، دائما، عن انزعاجهَا من الثناء الذِي تبديه إزاء المقترح المغربِي القاضِي بمنحِ حكمٍ ذاتِي للأقالِيم الجنوبيَّة، تحتَ السيادَة المغربيَّة.
ومن المقرر ان يقتصر لقاء جنيف على المغرب وجبهة البوليساريو لتغيبالجزائر وموريتانيا لأول مرة منذ 1997 تاريخ بدء جولات من المفاوضات الرسمية وغير الرسمية تحت رعاية الامم المتحدة اللذان كانا يحضران لجميع جولات المفاوضات، كما تناقلت بعض وسائل الإعلام أن هذه اللقاءات غير الرسمية ستحظى بمتابعة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي ‘يريد الدفع نحو عقد مفاوضات مباشرة بين الطرفين بعد أن تعطلت هذه الأخيرة لمدة طويلة’.
وأكد رمطان العمامرة وزير الخارجية الجزائري ان بلاده لم تتوصل باي دعوة من كريستوفر روس حتى الآن لحضور المباحثات التي يمكن أن تجري بين المغرب والبوليساريو.
وقال رئيس الدبلوماسية الجزائرية ‘إذا ارتأى السيد روس بأنه لا ينبغي ان يحضر البلدان، الجزائر وموريتانيا، في مرحلة ما من المفاوضات فنحن لا نرى مانعا في ذلك’ واضاف أن عدم حضور الجزائر لن يمنعها في الاستمرار في الدفاع عن استفتاء تقرير المصير، حيث شدد على هذا المطلب، وطالب روس بتجسيده.
واذا كانت اوساط مغربية تعتبر غياب الجزائر عن اللقاءات المقبلة بين المغرب والبوليساريو، قرارا جريئا لأنه يبقيها مرحليا خارج دائرة المفاوضات وهي التي تتمتع بصفة مراقب في المفاوضات ويشكل ضربة قوية للجزائر التي تمارس وصاية كبيرة على جبهة البوليساريو فإن اوساطا اخرى تشير الى ان القرار ليس لصالح المغرب لانه يضعف مقاربته للنزاع بانه نزاع مغربي جزائري ويؤكد المقاربة الجزائرية بانه ليست طرفا وانها معنية بالنزاع من موقع دعمها للشعوب بحق تقرير مصيرها.
ويرى المراقبون انَّ هامشَ التفاوض بينَ المغربِ والبوليساريُو والوصول الى اختراق حقيقي للجمود ضيق جدا، حيث ما زالت جبهة البوليساريُو تعتبر المغربَ ‘مستعمرًا’ يجدرُ بهِ منحُ ‘الاستقلال’ التام’ لما تعتبرها ‘آخر مستعمرةٍ فِي إفريقيَا’، في حين يحددُ المغربُ سقفَ النزاع حول أقاليمه الجنوبيَّة فِي منحِ حكمٍ ذاتِي لا تخرجُ هوامشهُ عنْ تحديد صلاحيات الأجهزة التِي سيجرِي انتخابها في حال لقي قبولا، فضلا عن تدبير الموارد، والإمكانيات ذات الصلة بترحيل السكان، وتمكين قيادات
البوليساريُو من مواقع في السلطات الجديدة، على المستوى المحلِي.
.المصدر: القدس العربي