في ظل الزخم الإعلامي ونجاعة شبكات
التواصل الإجتماعي في تقريب الرؤى بين المجتمعات حاولت أن استفيد قدر
الممكن وان اساهم
في لفت انتباه ولو جزء قليل من العالم الى حالنا هنا في
المخيمات و نجحت بفضل الله في نشر مقال متواضع في احد الصحف الاسبوعية في
استراليا تسمى Green Left Weekly و قد كان له صدى كبير عكسه كثرت
المراسلات التي تلقيتها من عدد كبير من الاستراليين واليكم ترجمة المقال
مع المقدمة كما ورد في الصحيفة:
لن نتخلى أبدا عن نضالنا – صوت من مخيمات اللاجئين الصحراويين-
الخميس، 25 يونيو 2013
منتولرباس أسويدات هي شابة صحراوية تعيش في مخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف، جنوب غرب الجزائر.
الصحراء الغربية، أرض الشعب الصحراوي، يحتلها المغرب منذ 1975. في عام 1991، قامت الأمم المتحدة بوساطة بين المغرب وجبهة البوليساريو(التي تؤيد الاستقلال) من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، والذي كان من المفترض أن يتضمن استفتاء لتقرير المصير، الذي لم يحدث إلى غاية اليوم. مينتولرباس تصور حياة و كفاح الشعب الصحراوي الذي أجبر على العيش كلاجئين من أجل الحرية. . يمكن التواصل مع الكاتبة على العنوان التالي:
larabastata@yahoo.es
أود كشابة صحراوية، ولدت وترعرعت في المنفى بعيدا عن أرض أجدادي، أن أتقاسم مع العالم الحياة الصعبة التي أجبر شعبي، خاصة أبناء جيلي على التعامل معها هنا في مخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف.
قبل خمسة سنوات، التقيت مع استراليين كانوا في زيارة إلى مخيمات اللجوء لحضور مؤتمر العمال الصحراويين الذي انعقد في أكتوبر 2008، كانت تلك فرصة كبيرة لأتعرف من خلالهم على الصحيفة الأسبوعيةلليسارالأخضر(Green Left Weekly)و كدا الصحفية الكبيرة مرغاريتا ويندش و التي أشرفت على تدريبي رفقة بعض الشابات الصحراويات على أفضل السبل للحديث عن حقوقنا و تسليط الضوء على أوضاعنا
إن فترة اللاحرب و اللاسلم الطويلة لم تترك لنا أي خيار سوى محاولة إعادة بناء حياتنا داخل المخيمات و بذل قصارى جهودنا للتأقلم مع هذا المناخ الصعب في صحاري الجزائر الحارة مع انعدام الظروف الضرورية للعيش الكريم.
لقد قررت في النهاية إن أتحدث بصوت عالي بالألم الذي يعتصرني حيال ما يعانيه شعبي، والأطفال الجدد الذين سيكبرون مع نفس المعاناة التي يحاول جيلي التغلب عليها في كل يوم من حياتنا المنسية هنا في المخيمات.
و بالنسبة للشباب الصحراوي في اللجوء، فخيبة الأمل تعد كابوسا أبديا تحول إلى إحباط.
لقد كان الشباب الصحراوي في المخيمات محظوظا بما فيه الكفاية في الدراسة والتعلم ودلك راجع الى المنظمات الغير حكومية الاجنبية الداعمة ومساعدة الدول الصديقة كالجزائر، كوبا، ليبيا و فنزويلا. ولكن بعد التخرج، يجد الطالب الصحراوي نفسه أمام واقع مر و هو أننا لسنا سوى لاجئين نعتمد أساسا على التبرعات من حول العالم.
نحن، وبكل بساطة، ننتظر من العالم أن يتحرك لصالحنا في الوقت الذي نعاني فيه من انتهاكات كبيرة لحقوق الإنسان تنتهجها السلطات المغربية.
إن قلبي ليعتصر ألما للشبان الصغار الذين تم التنكر لحقهم في حياة طبيعية يتمكنوا من خلالها من العمل وتحقيق احلامهم والتمتع بثروات بلدهم الطبيعية .
خدوني مثالا, لقد أتممت دراسة الأدب الانجليزي في إحدى الجامعات الجزائرية ولطالما فكرت في توسيع دراساتي العليا وكانت بي رغبة جامحة في التخصص في الأدب المقارن للمساهمة في تخفيف الفجوة والتباعد بين شعوب العالم , ولكني مع الأسف أدركت إن دلك مجرد أحلام وانه على مواجهة الحقيقة في أنني لاجئة وليس هناك من شيء متيسر وبالتالي على الانخراط في الكفاح اليومي داخل المخيمات.
خيارنا الوحيد يكمن في التركيز على النضال السلمي الذي انتهجته جبهة البوليساريو، الممثل الوحيد للشعب الصحراوي، كوسيلة لانتزاع حقنا المشروع في تقرير المصير.
حياتي في مخيمات اللجوء تعكس التحديات اليومية التي تحاول كل النساء الصحراويات تجاوزها وألمي المتأصل من حالة الإحباط و خيبة الأمل يغمر الكثيرات منا وما يزيد الطين بلة صمت المجتمع الدولي وتجاهله لواقعنا, أيعقل ان يبقى العالم مطبقا الصمت حيال ما نعانيه في اللجؤ؟ كيف للعالم ان ينعم بالهدوء وينام أمام ما يتعرض له الصحراويين الأبرياء في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية؟
إن تكون لاجئا في المخيمات وخيرات بلدك الطبيعية تستغل بطريقة غير شرعية وقانونية لهو أمر مؤلم كثيرا لكل لاجئ صحراوي ويضعنا في تساؤل يومي مع أنفسنا أين هو القانون الدولي في مواجهة هده العقود التجارية غير القانونية التي توقعها شركات أجنبية مع المحتل المغربي لاستغلال ثرواتنا الطبيعية ؟
كيف يمكن للمجتمع الاسترالي أن يبقى صامتا في حين تعمد شركات استرالية إلى نهب فوسفات بلدنا بطريقة غير قانونية؟
الكثير من النساء بمخيمات اللاجئين عرضة للموت مع أطفالهن الرضع بسبب سوء التغذية، في حين أن شركات من سويسرا، الدنمرك، فرنسا و غيرها يستغلون المنتجات الصحراوية, فالطماطم المزروعة في الصحراء الغربية مثلا تباع في أسواق سويسرا بينما ينتظر اللاجئين الصحراويين الصدقة من العالم .
في بعض الأحيان اشعر بالأسف حيال حلم شعبي، الذي لا يزال لديه إيمان قوي في الأمم المتحدة مع أنني و بصراحة سئمت وعودها المستمرة و محاولاتها اليائسة في إجراء جولات مفاوضات حقيقية بين البوليساريو والمغرب, في حين انه حري بالأمم المتحدة أولا وقبل كل شيء أن توقف الاتفاقيات غير القانونية التي بموجبها يتم استغلال ثروات الصحراء الغربية دون استشارة سكانها قبل عقد أي محادثات جديدة.
الحياة في اللجوء مليئة بالألم و الخسارة، ولكننا كصحراويين سوف لن نستسلم ولن نتخلى أبدا عن نضالنا.
لن نتخلى أبدا عن نضالنا – صوت من مخيمات اللاجئين الصحراويين-
الخميس، 25 يونيو 2013
منتولرباس أسويدات هي شابة صحراوية تعيش في مخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف، جنوب غرب الجزائر.
الصحراء الغربية، أرض الشعب الصحراوي، يحتلها المغرب منذ 1975. في عام 1991، قامت الأمم المتحدة بوساطة بين المغرب وجبهة البوليساريو(التي تؤيد الاستقلال) من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، والذي كان من المفترض أن يتضمن استفتاء لتقرير المصير، الذي لم يحدث إلى غاية اليوم. مينتولرباس تصور حياة و كفاح الشعب الصحراوي الذي أجبر على العيش كلاجئين من أجل الحرية. . يمكن التواصل مع الكاتبة على العنوان التالي:
larabastata@yahoo.es
أود كشابة صحراوية، ولدت وترعرعت في المنفى بعيدا عن أرض أجدادي، أن أتقاسم مع العالم الحياة الصعبة التي أجبر شعبي، خاصة أبناء جيلي على التعامل معها هنا في مخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف.
قبل خمسة سنوات، التقيت مع استراليين كانوا في زيارة إلى مخيمات اللجوء لحضور مؤتمر العمال الصحراويين الذي انعقد في أكتوبر 2008، كانت تلك فرصة كبيرة لأتعرف من خلالهم على الصحيفة الأسبوعيةلليسارالأخضر(Green Left Weekly)و كدا الصحفية الكبيرة مرغاريتا ويندش و التي أشرفت على تدريبي رفقة بعض الشابات الصحراويات على أفضل السبل للحديث عن حقوقنا و تسليط الضوء على أوضاعنا
إن فترة اللاحرب و اللاسلم الطويلة لم تترك لنا أي خيار سوى محاولة إعادة بناء حياتنا داخل المخيمات و بذل قصارى جهودنا للتأقلم مع هذا المناخ الصعب في صحاري الجزائر الحارة مع انعدام الظروف الضرورية للعيش الكريم.
لقد قررت في النهاية إن أتحدث بصوت عالي بالألم الذي يعتصرني حيال ما يعانيه شعبي، والأطفال الجدد الذين سيكبرون مع نفس المعاناة التي يحاول جيلي التغلب عليها في كل يوم من حياتنا المنسية هنا في المخيمات.
و بالنسبة للشباب الصحراوي في اللجوء، فخيبة الأمل تعد كابوسا أبديا تحول إلى إحباط.
لقد كان الشباب الصحراوي في المخيمات محظوظا بما فيه الكفاية في الدراسة والتعلم ودلك راجع الى المنظمات الغير حكومية الاجنبية الداعمة ومساعدة الدول الصديقة كالجزائر، كوبا، ليبيا و فنزويلا. ولكن بعد التخرج، يجد الطالب الصحراوي نفسه أمام واقع مر و هو أننا لسنا سوى لاجئين نعتمد أساسا على التبرعات من حول العالم.
نحن، وبكل بساطة، ننتظر من العالم أن يتحرك لصالحنا في الوقت الذي نعاني فيه من انتهاكات كبيرة لحقوق الإنسان تنتهجها السلطات المغربية.
إن قلبي ليعتصر ألما للشبان الصغار الذين تم التنكر لحقهم في حياة طبيعية يتمكنوا من خلالها من العمل وتحقيق احلامهم والتمتع بثروات بلدهم الطبيعية .
خدوني مثالا, لقد أتممت دراسة الأدب الانجليزي في إحدى الجامعات الجزائرية ولطالما فكرت في توسيع دراساتي العليا وكانت بي رغبة جامحة في التخصص في الأدب المقارن للمساهمة في تخفيف الفجوة والتباعد بين شعوب العالم , ولكني مع الأسف أدركت إن دلك مجرد أحلام وانه على مواجهة الحقيقة في أنني لاجئة وليس هناك من شيء متيسر وبالتالي على الانخراط في الكفاح اليومي داخل المخيمات.
خيارنا الوحيد يكمن في التركيز على النضال السلمي الذي انتهجته جبهة البوليساريو، الممثل الوحيد للشعب الصحراوي، كوسيلة لانتزاع حقنا المشروع في تقرير المصير.
حياتي في مخيمات اللجوء تعكس التحديات اليومية التي تحاول كل النساء الصحراويات تجاوزها وألمي المتأصل من حالة الإحباط و خيبة الأمل يغمر الكثيرات منا وما يزيد الطين بلة صمت المجتمع الدولي وتجاهله لواقعنا, أيعقل ان يبقى العالم مطبقا الصمت حيال ما نعانيه في اللجؤ؟ كيف للعالم ان ينعم بالهدوء وينام أمام ما يتعرض له الصحراويين الأبرياء في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية؟
إن تكون لاجئا في المخيمات وخيرات بلدك الطبيعية تستغل بطريقة غير شرعية وقانونية لهو أمر مؤلم كثيرا لكل لاجئ صحراوي ويضعنا في تساؤل يومي مع أنفسنا أين هو القانون الدولي في مواجهة هده العقود التجارية غير القانونية التي توقعها شركات أجنبية مع المحتل المغربي لاستغلال ثرواتنا الطبيعية ؟
كيف يمكن للمجتمع الاسترالي أن يبقى صامتا في حين تعمد شركات استرالية إلى نهب فوسفات بلدنا بطريقة غير قانونية؟
الكثير من النساء بمخيمات اللاجئين عرضة للموت مع أطفالهن الرضع بسبب سوء التغذية، في حين أن شركات من سويسرا، الدنمرك، فرنسا و غيرها يستغلون المنتجات الصحراوية, فالطماطم المزروعة في الصحراء الغربية مثلا تباع في أسواق سويسرا بينما ينتظر اللاجئين الصحراويين الصدقة من العالم .
في بعض الأحيان اشعر بالأسف حيال حلم شعبي، الذي لا يزال لديه إيمان قوي في الأمم المتحدة مع أنني و بصراحة سئمت وعودها المستمرة و محاولاتها اليائسة في إجراء جولات مفاوضات حقيقية بين البوليساريو والمغرب, في حين انه حري بالأمم المتحدة أولا وقبل كل شيء أن توقف الاتفاقيات غير القانونية التي بموجبها يتم استغلال ثروات الصحراء الغربية دون استشارة سكانها قبل عقد أي محادثات جديدة.
الحياة في اللجوء مليئة بالألم و الخسارة، ولكننا كصحراويين سوف لن نستسلم ولن نتخلى أبدا عن نضالنا.