بقلم: ابنو بلال.
تعدّ وسائل الإعلام المرئية . مصدرًا مهمًا من مصادر التوجيه والتثقيف في أي مجتمع، وهي ذات تأثير كبير في جماهير المتلقين المختلفين، المتباينين في اهتماماتهم وتوجهاتهم ومستوياتهم الفكرية والأكاديمية والاجتماعية.
وهذا ما يكسبها أهميتها في عملية بناء المجتمعات، ويمكن الزعم بأنها احد العناصر الأساسية المساهِمة في تشكيل ملامح المجتمعات.
وإذا كان دور وسائل الإعلام في أي بيئة مجتمعية يتحدد بالأثر الذي تستطيع أن تحدثه فيها، فمن الممكن أن نقسّم وسائل الإعلام باعتبار تأثيرها في المجتمعات قسمين: قسم مؤثر وفاعل، وقسم غير مؤثر وغير فاعل.
كما يمكن تجزئة القسم الأول منهما إلى اتجاهين: سلبي وإيجابي، وذلك باعتبار الهدف الذي يسعى إليه القائمون على كل اتجاه، ولأن الإيجابية والسلبية من الأحكام النسبية، ليست ثابتة أو محددة.
فإن المعيار الذي يُستخدم هذين الحكمين على أساسه هنا هو ضابط الانسجام مع متطلبات الهوية الصحراوية العربية التي تهدف فيما تهدف لخدمة رسالة سامية وبناء مجتمع متطور يواكب المجتمعات المعاصرة ما ما تقدمه قناتنا اليتيمة من حيث طبيعة المادة وما ترسخه من قيم فكرية وثقافية واجتماعية فيقودنا الى الجوهر الأساسي للموضوع، وهو حقيقة الدور الذي تؤديه قناتنا في تشكيل المجتمع وبنائه,
فوسائل الإعلام غير المؤثرة أو الفاعلة لا تؤدي أي دور في المجتمع، وبالتالي لا تقوده إلى أي اتجاه. وقد ترجع بردود عكسية إذا ما أخذنا بالحسبان الميزانيات المصرفة لهذا الغرض وخاصة في المجتمعات الغير متمتعة باقتصاد حر ومداخل ثابتة.
وعليه هي غير واعية بما تقدمه للمجتمع .، ولا تقوم بأكثر من التوصيل لكن دون أسس واضحة، ودون معرفة حقيقية بما يجب أن يقدم، وما يجب أن تكون له الأولوية من بين ما يقدم.
للقائمين على مثل هذا النوع من وسائل الإعلام المسؤولية في تدني مستواه لأنهم إما هم الذين دخلوا السلك الإعلامي دون رغبة أصيلة في الممارسة الإعلامية، أو دون هدف أو وعي حقيقي بالدور الذي تتحمل المؤسسة الإعلامية عبئه، لتكون ذات فائدة ونفع للمجتمع.
أما الاتجاه السلبي من القسم ذي التأثير في المجتمع فيختلف من حيث وجود الهدف، ووضوح الرؤية والوسيلة أو الأداة التي تساعد على تحقيق الهدف، والقائمون عليه لا يتحركون بعشوائية وحسب المزاج.
إنما وفق خطط ومنهجيات مدروسة بعناية، ومن المفترض أنهم يملكون تصورًا واضحًا لما يريدون الوصول إليه، ويسعون جاهدين إلى تحقيقه -أو هكذا يبدو- وكأنهم يريدون أن ينشروا ثقافة أو فكرًا أو نمطًا حياتيًا وسلوكيًا بين أفراد المجتمع. وحتى الموظفين داخل المؤسسات الإعلامية.
وإذا كان ضابط الإيجابية والسلبية -كما تحدد سابقا هو الانسجام مع متطلبات الهوية الصحراوية العربية المضطهدة فإن الكثيرين يمكن أن يتفقوا معي على أن ما يُقدم إعلاميًا عبر التلفزيون في الدولة الصحراوية من مادة إعلامية ، يتوزع بين قطبي السلب والإيجاب.
ولأن سطور مقالة واحدة لا تكفي للكلام بشمولية عن واقع التلفزيون في الدولة الصحراوية فإنني سأكتفي بمثال واحد وهو الإعلام المسموع، أو الراديو، الذي لم يخبُ أثره، ولم يقل عدد المستمعين إليه، والمتأثرين به، والمتفاعلين معه.
رغم إنني أتحفظ على بعض مما يقدم عبر أثيره من برامج , رغم ظهور بدائل أخرى كثيرة، ربما تفوقه في كثير من المميزات، غير أنه ظل محتفظًا بسحره مثبتًا قدرته على الاحتفاظ بجمهور عريض حريص على التواصل،
إن الطاقات الشابة الجديدة المتوجهة إلى عالم التلفزيون جديرة بأن تجعله قبلة لأصحاب الفكر الهادف، الواعي بما يحدق بالأمة الصحراوية من مخاطر، وما هو مطلوب منها على جميع المستويات، إن الجهات الوصية مطالبة باجاد سياسة واضحة بخصوص تسيير المواد البشرية والاهتمام بها قبل استنزاف أموالها بخصوص أجهزة قد لا تجد من يسيرها.
لابد الإعلام عموما وخاصة التلفزيون من برامج تهدف لتوعية الأجيال الشابة بقضايا أمتها وبواقعها المعاصر، لتنشأ نشأة مختلفة عما نراه اليوم بين شبابنا،ونحصنهم ضد التسطيح إلا علامي الذي قد يأخذهم نحو الانشغال بالأمور التافهة والشكلية، الشي الذي يلهيهم عن القضايا المهمة والمصيرية، بسبب إن تلفزيونهم لم تستطع إقناعهم بمنتجها المتدني كأحد الأسباب التي تساهم في حالة الخواء الثقافي والفكري التي نلاحظها لدى الكثير من شبابنا والتي لم تأتي من فراغ، ولكنها نتيجة لغياب تأطير وسائل إلا علام والتي إما لا تعرف حقيقة دورها وأثرها في المجتمع، أو أنها تعرف ذلك وتدركه جيدًا وتوظف تلك المعرفة وذلك الإدراك لإقراض لا تخدم الشباب ولا الأمة في شي , لأنها إقراض خاصة في حاسبات ضيقة ومصالح شخصية.
وكأن الدنيا أصبحت محصورة في تلك الحسابات ، فأصبحنا نكرسها ونرسخ الاهتمام بها عبر تلفزيوننا الموقرة ، بكل وسيلة،و لا نوفر جهدًا ولا وقتًا، مغفلين عن القضايا الحقيقية والأمور المصيرية التي يجب أن نوجه إليها شبابنا كي يكونوا عدّة لنا في المستقبل وسط عالم يمر بآلاف ا لمتغيرات.
إن الإعلام أمانة ومسؤولية، والمؤسسة الإعلامية كالمؤسسة التربوية من حيث أثرها في تشكيل بنية المجتمعات ورسم ملامحها، وقد يتفوق أثر المؤسسة الإعلامية على التربوية نتيجة عوامل مختلفة، منها طبيعة المادة التي تقدمها كل منهما ومدى مناسبتها لأهواء المتلقين.
وتنوع أشكال المؤسسات الإعلامية، ومرافقتها لأفراد المجتمع في مختلف الأوقات والأماكن بعكس المؤسسة التربوية، وغير ذلك من العوامل، مما يستوجب استثمار الإعلام في توجيه شبابنا نحو ما يعود بالخير والنفع على مجتمعنا على الأمد البعيد والرقي بالرسالة السامية للمجتمع الصحراوي والكشف بمختلف الطرق الإعلامية عن فضائح المخزن المغربي في الأرض المحتلة والتعرف على مجتمعنا النبيل من طرف العالم لأنه مجتمع يستحق المعرفة ولسنا بحاجة لمعرفة أشخاص عبر شاشتنا قد لا يمثلون المجتمع حق التمثيل ,وعلى التلفزيون المساهمة في الرفع من أداء المؤسسات الصحراوية بطرق شفافة ونقد واعي بأهمية الإصلاح و ليس التلميع ,, والطلي اعلى لوبر ,,
فالأجيال التي تنشأ على المغالطات مثل التي تنشا على متابعة سباقات الأغاني، المسلسلات و أفلام الاكشن . وغيرها من البرامج التي لا تفيد في الدنيا و لا الآخرة.
تتحمل المؤسسات الإعلامية جزا كبيرا من انحرافها لأنها لم تقدم البديل من البرامج التي تهدف إلى التربية الوطنية برؤية حضرية تواكب العالم في السياق الحضري وتحاكي المجتمع في الأصالة والتمسك بالوطن .
بل ظلت التلفزيون تقدم البعض من الحوارات متداخلة فيما بينها وتتجاهل قضايا المواطن وكان ذلك خارج اهتمامها في الوقت الذي تعيد اجترار البرامج إلى أن أصبح المشاهد الصحراوي يعوض بها الإنارة في البيوت ليس رغبتا في المتابعة بل رغبتا في إنارة خافتة.
أما أننا في عيدها الرابع فماذا على السلطة تجاه التلفزيون بعد أربع أعوام من البث المتواصل رغم مأخذنا عليه إذا استثنينا نشرة الإخبار التي تربطنا بالأرض المحتلة ولو إنها ليس كذلك لما جلسنا ننتظرها مهما تأخرت.
وما على إدارة التلفزيون تجاه موظفيها في عيد التأسيس في أربعينية الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ,أم أنهم لا يستحقون الاهتمام ولا حتى الاعتذار.
في التلفزيون يوم عيدها كل شي يعيدنا إلى أيام البث التجريبي الأجهزة والسكن والتغذية وحتى التغطية , وهنا أتوقف لاتسأل ما الذي؟؟ قدمته بعثات التلفزيون لمشاهديها في ذكرى الأربعين رغم تواجدها في الميدان ثم ما الذي ؟؟دعاها إلى هناك إذا كانت غير قادرة على نقل الحدث أو أنها كما يقول المثل ,, الا زيدو المعرظ امال انا ماني قايم ,,
إن أي مؤسسة إعلامية عديمة الإستراتجية لا يمكن المراهنة عليها وخاصة إذا كانت تلفزيون وأضيف إن الارتجال والعمل بالمزاج لا يخدم الأمم وخاصة الشعوب المضطهدة والله سبحانه يقول ,, وأمرهم شورى بينهم ,,صدق الله العظيم.