مهما إختطت الأقلام و سكب من حبر في جلال مقام أمينتو حيدار ... بين اللقاء و الإستدراج تحبك خلاصات تقرير روس فلن نستوفيها حقها، على إعتبار الدور الحيوي التاريخي المحوري المفصلي، خزان العطاء الذي لا ينضب ... و عزيمة التحدي و الإلهام و الدفع و الشحذ التي لا تلين، فقد شكلت المرأة الصحراوية بإستمرار نقطة إرتكاز محورية فاعلة في كل فعل وطني صحراوي ... سواء كان أيام الجهاد و المقاومة التارخية للإستعمار الأوروبي، يكفيها انها مبعث و محفزة لَعْنَايَه ما ان تصدح زغردة حتى يمسك الرجل الصحراوي بأعنة الخيل و الجمال و يندفع جهادا و إستبسالا و إبداعا في ملاحم البطولات و الأمجاد التي ظلت على مر العصور و الأحقاب ميزة مميزة أثبتت أزلية و أبدية إرتباط الإنسان الصحراوي بالوطن الصحراوي، حتى قالت عنهم و فيهم عدوة الأمس و اليوم فرنسا الإستعمارية على لسان الضابط الفرنسي الرائد: جولييه في كتابه عن تاريخ التوغل في موريتانيا و الصحراء و جنوب المغرب، قال عنهم:(( البدو الكبار من الساقية الحمراء و وادي الذهب )) لتأتي محطة الزملة التاريخية 1970، محطة التمفصل و التحول الجذري، ليس فقط جهة الخروج من رتابة التطويق الإستعماري للفعل الوطني المقاوم الصحراوي ؟؟ بل كونها محطة إمبعاث الفكر السياسي الصحراوي الوطني الحديث البعيد عن السذاجة السياسية و أَتْزَوْلِي بل الأخذ بمنطق العصر و الحسابات السياسية و الإستراتيجية و حصافة إختيار آليات و آساليب المواجهة السياسية في بعديها الواعي التَّوعوي من جهة، و من أخرى بُعدها الصِّدَامِيُ أَلْمُتَمَثِّلْ للأهداف الحاسب جيدا لأرضية الفعل المتسم بأقصى صفات القيادة و القيادية المناقبية، التي تعرف حساب و تقدير قيمة اللحظة التاريخية و إستشرافية التداعيات الوطنية المستقبلية للقرارات في اللحظة التاريخية المفصلية ؟؟ و هذا هو الفقيد محمد سيد ابراهيم بصيري، رفعت الأقلام و جفَّ الحبر و عجزت القرائح ان تجود بالكلمات ؟؟؟!!! فكانت المرأة الصحراوية في مقدمة الصفوف و حاضنة و مكثِّفة روح و دينامية فكرة الإنبعاث الوطني، و ضامنة و ضمانة الإستمزاج و الديمومة و إستمرارية التراكمية الوطنية في أبعادها المولدة و المتولدة !!! لتشكل المرأة الصحراوية و إتحادها الوطني المُنَظِمْ الْمُنَظَمْ المنضبط حاضنة ثورة عشرين ماي الخالدة، و محتضنة و رائدة كل واجهات النضال و العطاء و الكفاح ؟؟!! سواء في قيادة و تنظيم المظاهرات الصادحة بالمظلومية و المطالبة بإحقاق الحقوق الوطنية في الحرية و الإستقلال و السيادة الوطنية حتى إقتلعت جذور الإستعمار الإسباني، لتدخل المرأة الصحراوية بتفان و إبداع و عطاء خلاق في إلياذة الفعل الوطني المزدوج المركب، الكفاح المسلح في سبيل التحرير من جهة، و بناء مؤسسات المنظمة الطلائعية الجبهة الشعبية، و أسس الدولة الصحراوية من خلال إبداع و مراكمة تجربة تجريب بناء النموذج الوطني في تكوين و إدارة و تأهيل الإنسان الصحراوي المؤمن و المؤتمن على المسيرة و المسار لتحقيق المصير و إنتزاع الحقوق ... عبر مزاوجة محكمة بين مدِّ الواجهة القتالية بالممد من جهة، و من أخرى خلق و ترسيخ عوامل و شروط الصمود الوطني المطلوبة بحكم الواقع المرير المفروض ؟؟!! من خلال تكثيف الجهود الخلاقة لخلق المدد و جعله بالمثابرة نوعي لمسايرة التحولات في و على إيقاع التحديات ؟؟
فكانت بصدق المرأة الصحراوية جديرة بكل إستحقاق بأنها إرادة لا تلين و معين لا ينضب في البذل و العطاء و العزة و الشموخ الملهم ليشكل نزول أمينتو حيدار و بقية نشطاء و مناضلي الإنتفاضة الجماهيرية الشعبية الصحراوية رسالة وطنية صحراوية ممحصة الخطاب و الفعل الميداني مفادها وحدة المظلومية و المطلبية في الحق الوطني في الحرية و السيادة و الإستقلال الوطني الصحراوي شعبا و أرضا و سماء و ثروات .... رسالة وحدة التصميم الصحراوي الراسخ العنيد في مخيمات اللجوء و المناطق المحررة و المناطق الصحراوية تحت الإحتلال المغربي الغازي و في الشتات و كل تمظهرات و تواجدات المطلب الوطني ملتف و مؤمين و منضبط و ملتزم بتمثيل و قيادة الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و وادي الذهب بإعتبارها خيار و إختيار إستراتيجي منقذ ضمانة و ضمان عبور سياسي آمن للمشروع و المطالب الوطنية .... مستهدفون فيه !!!؟؟؟
التمسك به مسألة وجـــــــود أو إندثار !!!؟؟؟ مهما تكن المآخذ وحدة الصفوف و الخطاب و المطالب و الشعارات الوطنية هي صمام أمان العبور السياسي الآمن في مرحلة مخاض الحل
أندكسعد ولد هنَّان