أشرفت لجنة متابعة المنتدى الإجتماعي المغاربي على تنظيم ملتقى لفعاليات المجتمعات المدنية المغاربية، اليوم السبت، بمدينة ليون الفرنسية، بحضور فعاليات جمعوية من الجالية المغاربية في البلد المضيف، لمناقشة قضية الصحراء الغربية وسبل تعزيز وتفعيل "مبادرة السلام في الصحراء الغربية" التي تبناها المنتدى منذ سنة 2006.
وحضر الملتقى الذي نظم في جو من التعاطي الإيجابي والهادئ بين المشاركين فاعلون جمعويون وأعضاء في المنتديات الإجتماعية من تونس، المغرب، الصحراء الغربية، الجزائر وليبيا، بالإضافة إلى كل من برنارد درينو، من بلجيكا وغيس ماسياه، من فرنسا، اللذين قدما للملتقى مداخلات حول "الربيع العربي وآفاق المستقبل بالنسبة لشعوب المنطقة".
كما قدم عضو من فعاليات المجتمع المدني المغاربي افتتاحية حول الثمن الكبير الذي دفعته شعوب المنطقة بسبب النزاع في الصحراء الغربية، منذ 1975، وخطورة استمرار هذا النزاع على مستقبل هذه الشعوب التي لا محيد عن اتحادها وتوصلها لحلول لمختلف المشاكل والعراقيل في وجه هذه الوحدة.
واعتبر المتدخل أن المغرب يصرف أموالا طائلة في غير موضعها، خصوصا في تمويل الجيش الذي يستهلك لوحده حوالي 5 في المائة من الناتج الوطني، في حين أن غالبية دول العالم لا تتعدى في تمويل جيوشها 1,9 في المائة.
من جهة أخرى اعتبر أن الدولة المغربية قد اضطرت لتبذير أموال طائلة يصعب حصرها لتمويل جهودها الرامية إلى شراء ولاء الصحراويين، دون نسيان الإستثمارات الإقتصادية الفاشلة التي لا تعود بأي نفع على الشعب المغربي.
واعتبر المتدخل أن نفس الموقف اتخذه المغرب لشراء الدعم الفرنسي، مذكرا على سبيل المثال بمشروع القطار السريع الذي اشتراه المغرب من فرنسا بأموال خيالية لتعويضها عن عدم شرائه لطائرات "رافال"، مشيرا إلى أن هذا القطار لا يضيف أي جديد للمواصلات في المغرب، اللهم ربح حوالي 20 دقيقة على النقل المتوفر أصلا.
وتوالى جدول أعمال الملتقى الذي اشتمل على تبادل وجهات النظر حول مواضيع: "الثمن الإجتماعي والإقتصادي للنزاع، وكيفية مواجهة التخلف الإقتصادي والإجتماعي في الصحراء الغربية"، "ماهي المبادرات المطلوبة من أجل فرض احترام الحقوق الإقتصادية والإجتماعي والثقافية؟"، "انعاكاسات النزاع على وحدة مغرب الشعوب".
وفي الفترة المسائية افتتح المشاركون أشغال جلستهم الثانية حول "وضعية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية"، حيث اتفق الجميع على ضرورة التحقيق في هذه الوضعية وضرورة إدانة كافة أشكال الانتهاكات أينما ارتكبت بالإضافة إلى ضرورة زيارة الصحراء الغربية ومخيمات اللاجئين للإطلاع على الأوضاع مباشرة وبلورة معرفة حقيقية حولها.
وتمثلت النقطة التالية في جدول الأعمال بعد الظهيرة في مناقشة سبل تفعيل نداء "المبادرة من أجل السلام في الصحراء الغربية"، والمبادرات والمقترحات التي يمكن تبنيها من طرف مكونات المجتمعات المدنية المنضوية في إطار المنتدى الإجتماعي المغاربي من اجل الدفع إلى الأمام بحل قضية النزاع الصحراوي المغربي، حيث تم طرح جملة من الأفكار التي رأى المشاركون أنها تستحق المتابعة.