بغداد 25 ديسمبر 2011 (واص) -أصدر المؤرخ العراقي أ. د. محمد علي داهش المتخصص بالشأن والتاريخ المغاربي عموماً. اصداره الجديد لسنة 2011 كتلب تحت عنوان "الصحراء الغربية - دراسة تاريخية سياسية 1884-2011".
وتعد الصحراء الغربية – كما ذكر في مقدمة الكتاب الذي نشر وسط الشهر الجاري - واحدة من المناطق المهمة في العالم، نظراً لموقعها الاستراتيجي وامكاناتها الاقتصادية والمعدنية خاص.، وأعطت هاتان الميزتان مكانة في الاهتمامات وتوجهات بعض القوى الاوروبية طول العصر الحديث، فمنذ القرن 15 وحتى القرن 16 حاولت العديد من القوى الاوروبية ايجاد مناطق نفوذ في الصحراء الغربية من اجل التمهيد لاحتلالها. وقد كانت اسبانيا واحدة من تلك القوى التي تزعمت الحركة الاستعمارية منذ مطلع العصر الحديث. وتعد المدة من 1884 وحتى 1976 هي مدة الاحتلال الاسباني المباشر للصحراء الغربية. ومنذ تلك السنة وحتى الوقت الراهن اصبحت الصحراء الغربية تشكل قضية لا بل مشكلة من اعقد المشاكل في تاريخ الوطن العربي.
وقع الكتاب في 202 صفحة وثلاثة فصول بعد المقدمة والتمهيد الذي حمل عنوان "الاوضاع العامة للصحراء الغربية"، الصلات التاريخية، النفوذ الاجنبي في الصحراء الغربية، الارض والسكان، الاهمية الاستراتيجية والاقتصادية للصحراء الغربية، مقاومة النفوذ والاحتلال الاستعماري. في حين كرس الفصل الاول لـ مشكلة الصحراء الغربية في الواقع المحلي (الاقليمي) من خلال ايضاح: السياسة الاسبانية في الصحراء الغربية، انطلاق الكفاح المسلح، بداية المشكلة الصحراوية، اتفاقية مدريد، تطورات القضية الصحراوية، النزاع العسكري، اتحاد المغرب العربي.
اما الفصل الثاني فحمل عنوان "مشكلة الصحراء الغربية في المحافل الدولية" من خلال الموقف الدولي من مشكلة الصحراء الغربية، الموقف الأفريقي، الموقف العربي، الموقف الأممي، والفصل الاخير وهو الثالث الموسوم (مشروع الحكم الذاتي الموسع) تناول فيه؛ المبادرة المغربية، مفاوضات نيويورك، الموقف الاقليمي والدولي من النزاع المغربي الصحراوي، ثم ختم الدراسة بايراد ثلاثة ملاحق الاولى: اتفاقية مدريد والثاني النص الكامل للمبادرة المغربية بشأن الحكم الذاتي الموسع في الصحراء الغربية والثالث، الخرائط التاريخية والمعاصرة.
إن هذا الكتاب لا يعتمد تناول مشكلة الصحراء الغربية سرداً تاريخياً، بل يقدم المؤرخ المؤلف الحلول والمقترحات التي تسهم في حل هذه المشكلة من وجهة نظره كمؤرخ متابع للشأن المغاربي على مدى اربعة عقود تأليفاً وتحليلاً.
حيث اكد ان هذه الدراسة تسعى لتوضيح المواقف بين طرفي النزاع، وتؤكد ان هذا النزاع لا بد ان يتوقف مهما طال الزمن، وان استمراره سيعيق استقرار المنطقة المغاربية بأجمعها، وسوف يستنزف الامكانات، ويعيق عمليات التنمية البشرية والاقتصادية والاجتماعية، ويبقي المنطقة في دائرة التجاذبات السياسية والتباعد بين الاشقاء.
وعليه فإن المحصلة الآتية المستقبلية تقتضي تحكيم العقل والنظر الى الواقع بنظرة عميقة وجدية، واعتماد المرونة السياسية، بما يحافظ على المصلحة العليا لسكان الصحراء الغربية، بعيداً عن المحرومية والتشرد في المنافي ويحقق التساكن والاستقرار والعيش في ظل (حكم) صحراوي، يحقق المطالب والاهداف، ويعبر عن الخصوصية والتميز، ولا يتناقض مع الانتماء التاريخي والقومي والديني والثقافي، ومع الانتماء الحضاري العام.
و حسب الكاتب فانه لا بد ان تشهد المنطقة المغاربية بأجمعها مرونة في المواقف السياسية تجاه طرفي النزاع لتجنب حالات اكثر سوءاً بتحركات جهوية او عرقية واثنية اخرى تدخل المنطقة المغاربية في دائرة التشرذم او التصارع الذي لاينتهي الابانهيار كل مقومات الممانعة الوطنية والعربية للتدخلات الاجنبية واطماعها الدائمة في وطننا العربي الكبير