كشف أحد عناصر الجماعة الإرهابية التي يترأسها مختار بلمختار المدعو ''خالد أبو العباس''، أن جماعة هذا الأخير التي تقبع رفقة جماعة الإرهابي ''ب. م'' المكنى ''لمين'' داخل الأراضي المالية في منطقة تسمى ''تاغرغار''، تلقت ثلاثة عروض تمويلية مغرية خلال الأشهر القليلة الماضية عقب اندلاع الأحداث في ليبيا، من طرف جهات فرنسية، مغربية وليبية، حيث أكد أن بلمختار شخصيا والمكنى لمين أطلعوه على هذه العروض.
قال المسمى ''ن. م. ح'' الذي يتم التحقيق معه رفقة خمسة من رفقائه في جماعة خالد أبو العباس والإرهابي لمين، أن بلمختار ولمين اجتمعا به وأخبراه بالعروض التي تقدمت بها كل من السلطات المغربية والفرنسية والجهة الليبية، التي لم يكشفا عن هوية هذه الجهة، بالنظر إلى وجود قوتين في ليبيا خلال تلك الفترة على غرار المجلس الإنتقالي الذي بدأت تقوى شوكته حينها،و نظام القذافي الذي كان لا يزال يتحكم في زمام الأمور.
وأضاف ذات المتهم أنه التقى شخصيا بهؤلاء القادة بداية شهر جانفي الماضي، تاريخ بداية العمل معهم، بعد تطليقه للعمل المسلح قبل مدة ثم قرر العودة، حيث قال إنه كان يحضر اجتماعاتهم التي كانت تركز على الجانب المالي، والإختطافات إلى جانب خطط الحصول على الأسلحة والمتفجرات التي كانوا يعتبرونها من الصفقات المهمة، فضلا عن التعامل مع عصابات تهريب السجائر خاصة عند التفكير في عبور الحدود.
وقال ذات المتهم إن بلمختار أعطى تعليمات إلى عناصره من أجل الإجتهاد في اختطاف أكبر قدر ممكن من العمال الأجانب على مستوى الشركات البترولية بالصحراء، وذلك بغرض المطالبة بالفدية من دولهم والضغط على السلطات الجزائرية بغية إطلاق سراح المساجين من الجماعات المسلحة، القابعين بسجن سركاجي على غرار ''عبد الرزاق البارا'' أمير المنطقة الصحراوية سابقا.
وكشف بقية المتهمين أثناء التحقيق معهم، أن جماعة بلمختار انضم إليها عدد من العناصر الإرهابية ذوي جنسيات مختلفة على غرار التونسيين والموريتانيين وكذا ماليين و''الترڤيين''، مشيرا إلى أن أغلب عناصر هذا الأخير لم تكن تحمل جنسيات جزائرية، ويغيرون مقراتهم ما بين منطقتي ''الخليل'' و''تاغرغار'' بدولة مالي، مشيرا إلى أن العديد منهم التحقوا بالمجموعة خلال الأشهر الستة الأخيرة عقب البيان الذي خرج به أمير التنظيم عبد المالك دروكدال.
وأشار ذات المتحدث إلى أن بلمختار والإرهابي ''لمين'' لم يكشفا له عن حجم العروض المادية التي تقدمت بها فرنسا، المغرب وليبيا للجماعة إلا أن الجماعة باشرت مؤخرا في اتصالات من أجل إبرام صفقات سلاح داخل ليبيا، حيث إنها وضعت أجندة دموية تسعى لتنفيذها عقب إنهاء هذه الصفقات وذلك داخل التراب الجزائري، بالتعاون مع مهربي السجائر الذين يعبرون الحدود المالية الجزائرية على متن سيارات رباعية الدفع من خلال طرق وعرة لا يعرفها إلا رجال العصابات.
المصدر:النهار الجديد