شهد اليوم الثاني ضمن فعاليات الايام التضامنية التي تحتضنها مدينة مورثيا جنوب اسبانيا تنظيم يوم نقاش حول تابعات جدار الاحتلال المغربي الذي يقسم الصحراء الغربية، وكان الباحث والمتخصص في قضايا النزاعات الدولية “سيدي محمد عمار” قد تناول محاضرة استعرض فيها جملة من النقاط ابرزها الاثار المترتبة عن هذا الجدار، واعتبر “عمار” الذي يشغل حاليا منصب مستشار لدى وزارة الخارجية الصحراوية أن جدار العار المغربي يشكل جريمة ضد الشعب الصحراوي وفسر ذلك بتداعياته على الصعيد الانساني. واعتبر المتحدث أنه وحسب ما نصت عليه القوانين الدولية ذات الصلة لا توجد شرعية لبناء مثل هذا الجدار الذي يحتوي على ملايين الالغام المضادة للافراد والآليات، كونه مصدر خطر على الانسانية.
وكانت الباحثة الاسبانية “ماريا تريزا فيثنتي” قد تناولت كذلك محاضرة يوم الثلاثاء استعرضت فيها تاريخ القضية الصحراوية، وفي حديثها عن واقع المناطق الصحراوية التي تحتلها المملكة المغربية، قالت أن المغرب ليزال غير ملتزم ببنود الاتفاقيات والمعاهدات التي وقعها خاصة تلك المتعلقة بالتعذيب والمعاملات غير الانسانية. كونه يستمر في انتهاك حقوق المدنيين الصحراويين من خلال الزج بهم في المعتقلات وتعذيبهم، واضافت أنه خلال العام 2013 اصدرت العديد من المنظمات الدولية المهتمة بقضايا حقوق الانسان جملة من القرارات عبرت فيها عن قلقها لما يجري في الصحراء الغربية، وهو ما يعني حسب “تريزا” ضرورة العمل من اجل ايجاد آلية تحمي الصحراويين من بطش الاحتلال المغربي.
من جهة ثانية وخلال الطاولة المستديرة التي تناولت موضوع مجال التعاون، قال الباحث الصحراوي “لعروصي حيدار” أنه يتعين تكثيف مجال التعاون على الصعيد الاكاديمي من خلال ادراج اقسام تخصصية تهتم بالصحراء الغربية، وفي الاتجاه ذاته ثمن الدعم الذي تقدمه جامعة مورثيا للجامعة الوطنية الصحراوية-تفاريتي.
وكانت جامعة مورثيا قد بدأت بدعم المؤسسات ذات الطابع التعليمي في مخيمات اللاجئين الصحراويين سنة 1992، واستمر دعمها الى سنة 2013، وكانت ضمن الجامعات التي ساهمت في تمويل بناء جامعة تيفاريتي الوطنية.
وحضر خلال يوم النقاش رئيس البرلمان الصحراوي “خطري ادوه”، وممثل جبهة البوليساريو باسبانيا “بشرايا بيون”، والمدعي العام باقليم اليكانتي “فليبي بريونيس”، اضافة الى باحثين ومهتمين بالوضع في الصحراء الغربية.
ويقام خلال الايام التضامنية التي تحتضنها مورثيا انشطة ثقافية مكملة للبرنامج الذي يختتم الخميس.
وكان لعروصي حيدار ومحمد عالي اعلي سالم وكونتشي مويا قد قدموا كتابا بعنوان “الربيع الصحراوي”، مساء يوم الثلاثاء، ويتناول الكتاب تفاصيل عن مخيم اكديم ايزيك الذي شكل محطة الانطلاقة للدول العربية التي شملتها رياح التغيير.